أيام وينطلق «إكسبو 2020 دبي» في موعده يوم الأول من أكتوبر، ليشكل فعالية دولية للاحتفاء بانتصار الإنسانية على فيروس كورونا «كوفيد-19» الذي كان سبباً في تأجيل وإلغاء فعاليات دولية كثيرة وكان سبباً لتأخير الافتتاح الرسمي لإكسبو 2020 عاماً كاملاً كان مليئاً بالتحديات والسيناريوهات. لكن اليوم تثبت دولة الإمارات للعالم أنها قادرة على تخطي أزمة الجائحة، وسيشكل الحدث منتدى دولياً شاملاً لمناقشة أهم القضايا ولبحث التحديات التي تواجه الإنسانية، من خلال الحوارات ومشاركة الخبرات والمعارف المكتسبة، وفي مقدمتها آليات التعامل مع تداعيات الجائحة وغيرها من الكوارث العالمية. فدولة الإمارات على أهبة الاستعداد لاستقبال ضيوف من أكثر من 190 دولة مشاركة في أول إكسبو دولي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبعد مرور نحو 168 عاماً على انعقاد أول إكسبو في العالم، وسيدشن إكسبو 2020 دبي مرحلةَ التعافي من آثار جائحة كورونا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
منذ انطلاقه في لندن عام 1851 وحتى إكسبو 2020 دبي تحول هذا الحدث إلى منصة تعرض إنجازات البشرية في الإبداع والابتكار ومنصة دولية لتبادل المعارف والخبرات والتقنيات والاختراعات التي أوجدها الإنسان لخدمة البشرية والاحتفاء بكل ما هو جديد. اليوم تتطلع أكثر من 190 دولة للمشارِكة الفاعلة في الحدث الأهم في الأجندة الدولية عام 2021 وستكون إمارة دبي ساحة للاحتفال بثقافات الأمم وإبداعاتها وابتكاراتها للفعاليات التي ستنظمها الدول بروح من التفاؤل من أجل بناء غد أفضل وأكثر استدامةً للجميع ولتسريع وتيرة التعافي في دولها بالترويج للسياحة والاستثمار والثقافة وللتطلع للأمام من خلال بناء علاقات دبلوماسية وتجارية في هذا المحفل الدولي التاريخي.
على أرض الإمارات اكتسب شعار «تواصل الأفكار وخلق المستقبل» معنى واقعياً يتجسّد على أرض المعرض من خلال الأجنحة المشاركة التي تتنافس عبرها الدول على إبهار العالم من خلال التصاميم الهندسية والفنون المعمارية البديعة لأجنحتها الوطنية التي تعكس تاريخ ومستقبل كل دولة. وتتوزع الأجنحة بين مناطق ثلاث هي: منطقة الاستدامة ومنطقة الفرص ومنطقة التنقل، حيث تترجم الدول في أجنحتها الوطنية هدفها الرئيسي من المشاركة في هذا الحدث. وستشتمل أجندة الحدث الدولي على خطة متكاملة من الأسابيع المتخصصة، سيركز كل أسبوع منها على قضية حيوية تهم البشرية، مثل الصحة والتنمية الحضرية والريفية والمناخ والتنوع الحيوي، وغيرها من القضايا التي ستكون موضوعات لفعاليات وندوات حوارية وورش عمل.. لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبما يتسق مع شعار المعرض «تواصل العقول وصُنع المستقبل».
ويأتي إكسبو هذا العام مختلفاً عن دوراته السابقة، إذ أثبتت تحديات كورونا للعالم أهمية التعاون البناء بين الدول، ورسّخت من جديد مبدأ الشراكة الدولية والتكامل لمواجهة التحديات، وأبرزت الحاجة لابتكار الحلول الناجعة من أجل غد أفضل للإنسانية في عالم ما بعد كورونا. 
سيرسم العالم في إكسبو 2020 خارطةَ الطريق لمستقبل ما بعد الجائحة، كما سيشكل الحدثُ مناسبةً سياحيةً وترفيهيةً للعالم لتخطي الإغلاق والانغلاق الذي فرضته الجائحة على البشرية.
لقد وعدت دبي وها هي تفي -كعادتها دائماًـ بوعد إكسبو 2020. 

كاتبة إماراتية