يحتفل العالم اليوم، 20 نوفمبر، بـ«اليوم العالمي للطفل»، الذي يوافق اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعلان حقوق الطفل» عام 1959، استنادًا إلى ما أقرّه «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، عام 1948، من حق الأمومة والطفولة في رعاية ومساعدة خاصتين. وفي هذا الإطار، قدَّمت دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة حافلة بالإنجازات تستحق الفخر، وتجعلها رائدة في رعاية الطفل وحمايته وكفالة كل حقوقه، ويعكس تخصيص يوم 15 مارس ليكون يوماً سنوياً للطفل الإماراتي جزءاً من هذه المعاني.
لم تتوقف جهود رعاية الأطفال منذ قيام دولة الاتحاد، انطلاقاً من رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وصف الطفل بأنه «فلذة الكبد ونور العين.. ابتسامته تضيء الدنيا علينا.. وتعاسته حزن وألم وقنوط». وقد توالت هذه الجهود وتنوعت أشكالها، وصولاً إلى «قانون وديمة» الصادر عام 2016، الذي قدَّم الإطار القانوني المُحكم والشامل، والآليات اللازمة لضمان حصول الطفل على حقوقه كافة، وحمايته التامة من كل ما يؤذيه أو يسيء إليه، وتوفير أفضل السبل لتوازنه ونموّه السّوي نفسيًّا وروحيًّا وجسديًّا.
ويمثّل اهتمام القيادة الرشيدة بحقوق الطفل ورعايتها لكل الجهود الهادفة إلى تهيئة أفضل السبل لتنشئته الصحية والسلمية، إحدى الركائز الأساسية فيما يتحقق من نجاحات. فقد ألّف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كتابًا مُلهمًا مخصصًا للأطفال تحت عنوان «عالمي الصغير»، يضم قصصًا من حياة سموه، صدر مطلع العام الحالي، في لفتة رمزية مهمة تعكس مكانة الطفل في فكر القيادة.
وقد أقامت دولة الإمارات بنية مؤسسية قوية لحماية حقوق الطفل، تتضمن إضافة إلى التشريعات والقوانين، عددًا من المؤسسات الحكومية، على رأسها «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة»، الذي أنشئ عام 2003، وترأسه سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، التي أصبحت رمزًا للمرأة العربية القادرة على إحداث الفارق الكبير في حياة الأسرة والطفل في العالم بأسره. وتضم الهياكل المؤسسية كذلك، مؤسسات مثل وزارة تنمية المجتمع، ودائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ومركز دبي لتطوير نمو الطفل، وعشرات المؤسسات التي تجعل رعاية الطفل وضمان حقوقه هدفها الأول. كما تعمل دولة الإمارات حالياً على إصدار «قانون الطفولة المبكرة»، وتطوير «المجلس الوطني لتنمية الطفولة المبكرة»، ما يعكس اهتماماً لا يفتر ولا يتوقف بفلذات الأكباد، وأمل الغد، وثروة المستقبل.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.