لا يكاد يوم يمرّ على دولة الإمارات دون أن يتلألأ اسمها في المحافل الإقليمية والعالمية، حيث تتنافس الفعاليات والأنشطة الدولية على تنوعها واختلاف مجالاتها على الظفر بحجز موعد ومساحة للوفود على أرضها، وتتزاحم المنظمات والمؤسسات على أبوابها لتحظى بفرصة لإقامة حدث، تريد له أن يكون استثنائيًّا، في رحابها؛ ذلك أن الجميع بات على قناعة تامة بأنه من الصعب أن يتشابه ما يمكن أن يحققه هنا على هذه الأرض الطيبة، مع ما يمكن أن يكون له في أي مكان آخر على وجه البسيطة. 
يأتيها الناس من كل حدب وصوب؛ لأن الإمارات وبجدارة، حققت المعادلة التي جعلتها محط الأنظار، ونقطة الجذب التي لا تقاوَم، وموضع الثقة التي لا تتخلخل، ففيها الأمن والأمان، وفيها التسامح والتعايش الذي قلّما تجد له نظيرًا في مكان آخر، وفيها سيادة القانون والعدل الذي ينال بموجبه وفي ظلّه كل ذي حق حقه، وفيها الإمكانات والتجهيزات والخبرات والكفاءات التي تضمن أن يتمّ كل شيء وفق أفضل المعايير وأرقاها.
في الثقافة والفن، كما في السياسة والاقتصاد والرياضة والمعارض والمؤتمرات وغيرها من عناصر قائمة تطول، باتت دولتنا الفتية اسمًا وعلامة في الفعل الثقافي، وموئلاً للروّاد ومحطة مركزية ومحوريّة للفعل العالمي المشترك، الساعي إلى تعزيز دور هذا الجانب في مسيرة الحضارة الإنسانية، وهو ما لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة جهود كبيرة بذلت وإنجازات شهد لها القاصي والداني، ومنجزات ثقافية وفنيّة رفدت الرصيد الإنساني وأثرت مضامينه وأضافت إليه من الكنوز عبر المتاحف ما هو جدير بأن يضعها في الصفوف الأمامية لرواد الإبداع الحضاري، والسبّاقين في صون التراث الحضاري وإبرازه وإعطائه المكانة التي يستحق.
قبل أيام معدودة فازت الإمارات باستضافة وتنظيم المؤتمر السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025»، في إنجاز عالمي جديد يُضاف إلى سجلها ويعزز مكانتها الرائدة كعاصمة للإبداع والابتكار، بل إن التصويت لمصلحة الإمارات، فاق التصويت لدول ذات تجارب أطول من حيث العمر الزمني كالسويد وروسيا، لتكون الإمارات بذلك أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنظم هذا المؤتمر منذ تأسيس المجلس قبل 75 عاماً.
إنجازات تتراكم يوماً بعد آخر، تتجلى فيها رؤية قيادة لا تقبل لوطنها إلا المركز الأول، وإرادة وطموحات شعب استلهم تلك الرؤية وتماهى معها، بحيث باتت أسلوب حياة بالنسبة إليه، وهذا بلا شك هو سبيل الساعين إلى تخليد أسمائهم أوطاناً وشعوباً في سفر الخلود.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية