بحسب إحصائيات «منظمة الصحة العالمية»، يمثّل العنف ضد المرأة مشكلة كبيرة من مشاكل الصحة العامة، وانتهاكًا لحقوق الإنسان؛ إذ تشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 3 نساء في العالم تتعرّض في حياتها للعنف، وأن نحو ثلث النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة يتعرّضن لشكل معيّن من أشكال العنف على يد شركائهن؛ الأمر الذي يؤثر سلبيًّا في صحتهن البدنية والنفسية والإنجابية، ويجعلهن بحاجة متزايدة إلى الرعاية الصحية الشاملة.

وبمناسبة «اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة»، الذي يصادف الـ25 من نوفمبر من كل عام، اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعةً من التشريعات، في سبيل حماية المرأة من العنف بكل أشكاله؛ بوصفه معضلةً تشكّل انتهاكًا لحقوقها وحرياتها الأساسية، وتعيق تمتّعها بمكانتها التي تستحق؛ فاعتمدت الدولة سياسة صارمة تحارب من خلالها العنف ضد المرأة، يرافقها تعزيز الوعي كإجراء وقائي للتصدي للعنف الواقع على النساء، من خلال تطوير تشريعات وآليات الحماية والتدخل، وتشديد العقوبة بحق مرتكبيه، وتقديم أكبر قدر ممكن من الحماية لهنّ.

ولأن دولة الإمارات تنبّهت مبكرًا إلى ضرورة حماية النساء من العنف بأشكاله كافة؛ فقد انضمت إلى مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تدخل في هذا النطاق؛ مثل: اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية إلغاء العمل القسري، والاتفاقية الخاصة بعمل النساء ليلًا، وأخرى خاصة بالعمل الجبري أو الإلزامي، والعديد من المواثيق الدولية الضامنة لحماية صحة المرأة وسلامتها النفسية والبدنية.

كما أسست دولة الإمارات مجموعةً من مراكز الدعم الاجتماعي، ومراكز إيواء للنساء والأطفال، وأطلقت عددًا من البرامج والخدمات التي تواجه فيها العنف ضد المرأة، وتقدّم الدعم الاجتماعي لها؛ وأبرزها خدمات الخط الساخن، وهي خطوط مجانية تمكّن النساء والفتيات من الإبلاغ عن أي حالات عنف قد يتعرّضن لها.

وإضافةً لذلك، أقرّت الدولة مجموعة من القوانين التي تحمي المرأة وتضمن عدم تعرّضها لأي انتهاك؛ فهناك قانون «الحماية من العنف الأسري» الذي أسس لقاعدة صلبة لاجتثاث جميع أشكال التمييز، وحماية النساء من العنف، ومعاقبة كل من يرتكب فعل الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي بحقها، بالحبس والغرامة.

وإضافة لذلك، اعتمدت الحكومة في عام 2019 «سياسة حماية الأسرة» التي تعزز منظــومة الحماية الاجتــماعية للأفراد، وتحفظ كيان الأسرة، وتفعّل مشاركتها المؤثرة في التنمية، عبْر الحد من العنف أو الإساءة أو الإيذاء، الذي قد تواجهه المرأة أو الطفل أو المسنّ.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.