أصبحت «زيومارا كاسترو» على شفا تولي منصب رئيسة هندوراس بعد أن أقر منافسها في الانتخابات بالهزيمة يوم الثلاثاء الماضي 30 نوفمبر.

وانتصار «كاسترو» يعيد اليسار إلى الحكم بعد 12 عاماً من حكم «الحزب الوطني» المحافظ الذي لاحقت الفضائح قسطاً كبيراً من فترة حكمه. وحيا «نصري عصفورة» الفلسطيني الأصل، عبر التلفزيون منافسته «كاسترو» على فوزها وأشار إليها بأنها الرئيس المنتخب.

وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت أن «كاسترو»، زعيمة حزب «ليبري» اليساري، حصلت على 53% من الأصوات في مقابل 34% لعصفورة، مرشح الحزب الحاكم. وستصبح «كاسترو» البالغة من العمر 62 عاماً أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.

وكاسترو هي زوجة الرئيس السابق «مانويل زيلايا»الذي أطاح به الجيش من السلطة عام 2009. وخاضت «كاسترو» حملتها الانتخابية على أساس برنامج لمكافحة الفساد ووعدت بإنهاء ما تعتبره دولة المخدرات.

وستخلف «كاسترو» الرئيس «خوان أورلاندو هرنانديز» الذي تجمعت حول فترة ولايته الأخيرة سحب تحقيقات بشأن الاشتباه في علاقاته بتجارة المخدرات. وأصدرت محكمة اتحادية أميركية العام الجاري حكما ضد توني، شقيق الرئيس هرنانديز، بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى حكم بالسجن 30 عاماً عن الإدانة بتجارة المخدرات.

في عام 2013، فاز هيرنانديز على «زيومارا كاسترو» بفارق ضئيل، ثم تجاوز الدستور ليتمكن من الترشح لولاية ثانية عام 2017. وهندوراس تمثل الآن أكبر بلد من حيث تصدير المهاجرين إلى الولايات المتحدة وهو واقع يفسره البعض بضعف أداء حكومة هرنانديز، وهي تركة سترثها الرئيسة المنتخبة «زيومارا كاسترو».

وتتبع إدارة بايدن سياسة تستهدف كبح الهجرة، لكن اقتصاد هندوراس يعتمد على الأموال التي يرسلها المواطنون العاملون في الولايات المتحدة. وتمثل تحويلات المغتربين نحو 20% من الإنتاج المحلي الإجمالي للبلاد.

ويعيش أكثر من نصف سكان هندوراس البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، تحت خط الفقر، وأدت جائحة كوفيد إلى تفاقم البؤس. وتضاعفت البطالة تقريباً في عام واحد، من 5.7% عام 2019 إلى 10.9% عام 2020.

وفي العامين الماضيين، حل البرلمان لجنة مكافحة الفساد المدعومة من «منظمة الدول الأميركية»، وأصدر قانون عقوبات جديداً ينص على عقوبات مخففة لجرائم الفساد أو الاتجار بالمخدرات. وكان كثير من البرلمانيين مستهدفين بتحقيقات هذه اللجنة.

وكتب انطوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي في تغريدة على تويتر يقول «مارس شعب هندوراس سلطته في أن يصوت في انتخابات حرة ونزيهة. إننا نهنئهم ونهنئ الرئيسة المنتخبة زيومارا كاسترو ونتطلع إلى العمل سوياً لتعزيز المؤسسات الديمقراطية ودعم النمو الاقتصادي الشامل ومكافحة الفساد».

وأعلنت كاسترو أنها ستعطي الأولية للهجرة في محادثاتها مع إدارة بايدن، لكنها أشارت إليها باعتبارها «واقع اجتماعي وحق» في تصور يختلف فيما يبدو عن تركيز الولايات المتحدة على كبح الهجرة. ويجد الرئيس جو بايدن حتى الآن صعوبة في العثور على زعماء في أميركا الوسطى لمشاركة الإدارة في سياسة الهجرة.

وتعود كاسترو إلى القصر الرئاسي بعد مرور أكثر من 12 عاماً على إطاحة الجيش بزوجها. وكان زوجها «زيلايا» قد أحدث تحولاً سياسياً نحو اليسار جعله قريب الشبه بالرئيس الفنزويلي هوجو شافيز مما أثار ضغينة النخب الاقتصادية والسياسية في البلاد. وأجبره الجيش على الخروج من البلاد بطائرة تنقله إلى كوستاريكا. وكان «زيلايا» مدير حملة زوجته ولم يتضح بعد دوره في حكومتها.

كيفين سيف*

مراسل «واشنطن بوست» في أميركا اللاتينية

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»