يشهد الأسبوع القادم إحياء فعاليتين ثقافيتين مهمتين، الأولى هي اليوم العالمي للكتاب (World Book Day)، والتي تقام سنوياً يوم 23 أبريل، أما الفعالية الثانية فهي اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية (World Intellectual Property Day) والتي تقام سنوياً يوم 26 أبريل. وتشرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) على تنظيم يوم الكتاب منذ عام 1995، من خلال لجنة استشارية تضم القطاعات المختلفة في صناعة النشر.

وتختار هذه اللجنة كل عام في هذا اليوم بالتحديد «عاصمة الكتاب» أو «عاصمة الثقافة»، بناءً على النشاطات التي نظمتها المدينة المختارة خلال العام السابق، وتبعاً لحجم الجهود والاستثمار في تشجيع السكان على القراءة، بالإضافة إلى مقدار الدعم الذي توفره المدينة وبلدها للكتاب وللناشرين، ولهذا القطاع الثقافي الاقتصادي برمته.

ورغم أنه لا توجد جائزة مالية للمدينة الفائزة، فإن الحصول على هذا اللقب يعتبر شرفاً دولياً هاماً، تضطلع بعده المدينة المختارة بتكثيف الجهود والنشاطات الرامية للتشجيع على زيادة معدلات القراءة بين جميع فئات وطوائف المجتمع. وقد حصلت «تبليسي»، عاصمة جورجيا، على هذا اللقب العام الماضي، ومن قبلها «كوالالمبور» عام 2020، أما من بين دول المنطقة العربية، ومنذ بداية اختيار عاصمة الكتاب أو عاصمة الثقافة عام 2001، فقد حصلت ثلاث مدن عربية على هذا اللقب، هي الشارقة عام 2019، وبيروت عام 2009، والإسكندرية عام 2002.

وكانت الإسكندرية ثاني مدينة يتم اختيارها لهذا الشرف، تتويجاً لافتتاح مكتبة الإسكندرية الجديدة فيها. أما بالنسبة لليوم العالمي للملكية الفكرية، فقد تأسس عام 2000 من قبل المنظمة الدولية للملكية الفكرية (WIPO)، وتم اختيار يوم السادس والعشرين من أبريل، ليتزامن مع نفس يوم الاتفاقية الدولية لحقوق الملكية الفكرية، والتي أنشئت على أساسها المنظمة الدولية عام 1970. وتهدف فعاليات هذا اليوم إلى زيادة الوعي بفوائد وثمار مأسسة وتفعيل حماية براءات الاختراع، وحقوق النشر، وحقوق الملكية الفكرية بجميع أنوعها، وحماية العلامات التجارية.

ويتم خلال هذا اليوم الاحتفاء بالمبتكرين والمبدعين والمخترعين، كونهم يشكلون حجر الأساس في اقتصاد الابتكار والإبداع. وهو النشاط الاقتصادي المبني على الابتكار التكنولوجي، والإبداع الفني، ويُعتقَد أنه يساهم حالياً بنسبة لا يستهان بها من الناتج القومي الإجمالي للعديد من الدول المتقدمة، وبحجم يقدر بمليارات الدولارات سنوياً، وذلك من خلال قوة عاملة تضم ملايين الأشخاص، حيث أصبح الابتكار والإبداع جزأين أساسيين، بل حجر زاوية في زيادة الإنتاجية، وفي تحقيق الرخاء الاقتصادي. وهو الأثر الذي يتم قياسه من خلال ما يعرف بالمؤشر العالمي للإبداع (Global Innovation Index)، والذي يظهر علاقة قوية بين متوسط الدخل الفردي وبين قوة العملية الإبداعية داخل دولة ما، بناءً على حقيقة أن المراكز المتقدمة على المؤشر العالمي للإبداع دائماً ما تحتلها دول مرتفعة الدخل.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية