لا يختلف اثنان على أهمية التعليم في مسيرة المجتمعات البشرية، باعتباره حجر الأساس في تطور وتنمية الإنسان في مختلف مناحي الحياة.

ولقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – حفظه الله، على ذلك من خلال رسالته لأبنائه الطلبة في بداية العام الدراسي الحالي عندما قال: (مسيرة العلم والمعرفة مسيرة متواصلة لا تتوقف. عليكم يا عيالي بالتميز والإبداع والعزيمة).

فتلك الجملة البسيطة في كلماتها العميقة في دلالاتها ترمز إلى نقاط مهمة وحيوية عديدة تشكل المنظومة الاستراتيجية التي كتبت عنها سابقاً وهي منظومة: التعليم والتوطين والاقتصاد.

أولى النقاط المهمة في رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هي نظرة القائد الأب رئيس الدولة لأبنائه، نظرة تحثهم على التمسك براية العلم والمعرفة والنقطة الثانية هي تشجيع سموه للطلبة بمواصلة التعليم وعدم التوقف عند مرحلة معينة، بل المثابرة على الاستزادة من العلم والمعرفة.

والنقطة الثالثة هي تأكيد سموه على أن العلم والمعرفة هما الطريق إلى التميز والإبداع، وهما السمتان اللتان تتميز بهما دولة الإمارات منذ تأسيسها مما جعلها قِبلة المبدعين والموهوبين من مختلف بقاع الأرض.

ولقد أولت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً خاصاً بالتعليم، وخاصة بعد أزمة كورونا التي عصفت بالعالم منذ أواخر العام 2019. فقد أعلنت حكومة الإمارات في العام 2020 عن «خطة الخمسين» التي ترتكز على خمسة محاور رئيسية تشكل مستقبل اقتصاد الدولة خلال العقود المقبلة، وهي: الاقتصاد التكاملي، وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والسياحة، والاستثمار الأجنبي المباشر ومضاعفة الصادرات، واستقطاب، واستبقاء المواهب، والكفاءات.

والأمر الذي لا ريب فيه أن نجاح أي استراتيجية اقتصادية في أي دولة يقوم في المقام الأول على نجاح وفعالية نظامها التعليمي، وهو الأمر الذي تسعى الجهات المعنية بالتعليم في الدولة إلى تحقيقه بشتى الوسائل. ومن المعلوم أن نجاح مخرجات التعليم في الإمارات سوف يساهم في نجاح العديد من الخطط المستقبلية، وفي مقدمتها خطة التوطين التي تعتمد على المواطن الذي يمتلك العلم والمعرفة والمهارات للعمل في شتى قطاعات سوق العمل، سواء القطاع الحكومي أو شبه الحكومي أو الخاص. كما سوف تساهم مخرجات النظام التعليمي الناجح في تكوين شخصية المواطن الإماراتي المثقف القادر على التعامل مع مختلف الثقافات وعكس الصورة الإيجابية عن دولته في الداخل والخارج.

إذن نحن أمام منظومة مجتمعية حيوية أساسها التعليم الذي بدوره سبب جوهري في نجاح خطط التوطين والاقتصاد في الدولة، الأمر الذي يلقي بالعبء الكبير على الجهات المعنية بالتعليم على كافة المستويات الاتحادية والمحلية. ولذلك جاءت كلمة أخرى من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله، للقائمين على التعليم وهي: (أقول لإخواني المعلّمين وأخواتي المعلّمات إن جهودكم مقدرة، ورسالتكم عظيمة، ومسؤوليتكم كبيرة في التربية والتعليم). وبذلك يؤكد سموه على أن تميز دولة الإمارات العربية المتحدة في المستقبل سوف يقوم أساساً على نجاح منظومة التعليم ومخرجاته وهو ما نصبو إليه جميعاً.

* باحث إماراتي