أصدر الأمين العام للأمم المتحدة رسالته السنوية للعالَم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي يصادف إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة، ليكون أساسَ الشرعة الدولية لحقوق الإنسان التي توسعت وتطورت كثيراً منذ إعلان الميثاق في عام 1948، والذي استلهمت منه جميع التشريعات والاتفاقيات والصكوك الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتي استهدفت تحقيق الكرامة والحرية والعدالة، وإنهاء كافة صور وأشكال التمييز والمعاناة الإنسانية.

وتحتفي الأمم المتحدة في عام 2023 بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان تكريساً للذكرى السنوية الخامسة والسبعين لاعتماده، وتحيي من أجل ذلك في العاشر من ديسمبر 2023 احتفالاً بارزاً بهذه المناسبة التي أثرت حياة الإنسان أينما كان على هذا الكوكب وزادته شعوراً بالكرامة والحرية والعدالة، وبضرورة إنهاء صور الاضطهاد والتهجير والإذلال وانعدام المساواة. وتمهيداً لهذه المناسبة البارزة انطلقت في 10 ديسمبر 2022، والذي يصادف «اليوم العالمي لحقوق الإنسان»، الحملة الدولية للاحتفاء بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تمتد حتى العاشر من ديسمبر 2023، وهي حملة تستمر على مدى عام كامل وتهدف إلى تسليط الضوء على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تضمنه من قيم ومبادئ إنسانية سامية، من خلال التركيز على إرثه الإنساني وإلهامه المؤسساتي والتشريعي، وأهميته في بناء وتطوير الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ودوره في تعزيز النضال الإنساني المنجَز لتحقيق الخير للإنسانية جميعاً.

وفي رسالته التي وجهها أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، تحدّث عما يواجهه العالَم من تحديات متشابكة وغير مسبوقة في مجال حقوق الإنسان، وأكد على قضايا الجوع والفقر وما تسببه من إهانة لملايين الناس جراء حرمانهم من التمتع بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، كما أشار إلى انحسار الحيز المدني وتراجع حرية الإعلام وحماية سلامة الصحفيين بالعالم.

وتطرق أيضاً إلى ما تسببت به جائحة «كوفيد-19» من تفاقم حوادث العنف ضد الإناث ومظاهر العنصرية والتعصب والتمييز، وإلى قضايا تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث، وإلى ما تشكّله التكنولوجيات الحديثة من خطر على حقوق الإنسان.. ودعا إلى تجسيد رؤية مشتركة بغية إبرام عقد اجتماعي جديد يرتكز على حقوق الإنسان.

ووجّه فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، رسالة للعالَم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أشاد فيها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مؤكداً كذلك أهمية هذا الإعلان وبرنامج عمل فيينا الذي تحل ذكراه الثلاثين هذا العام، مشيداً بمنجزاته الحضارية والإنسانية والتي تأتي في صدارتها إنشاء المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وتوليها مسؤولية العناية بحقوق الإنسان.

كما نبّه المجتمعَ الدولي وكافة الأطراف الفاعلة في عالم حقوق الإنسان إلى جملة التحديات التي يواجهها العالَم على صعيد حقوق الإنسان، وفي مقدمتها قضايا المناخ والبيئة والتلوث، والتداعيات الإنسانية لجائحة «كوفيد-19»، وإلى تصاعد السياسات الاستبدادية والعنصرية، وتنامي المعلومات المضللة وتفشي النزاعات في العالم.. معرباً عن تطلعه، كرئيس لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي ستقود الاحتفال بالذكرى الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إلى بناء مستقبل أفضل للإنسانية بالشراكة مع كافة الأطراف الفاعلة لإحياء الروح والحيوية والنضال لتلبية احتياجات العصر ومواجهة تحديات المستقبل وحمل مشعل حقوق الإنسان لتحقيق «الكرامة والحرية والعدالة للجميع» التي هي شعار الأمم المتحدة لحراكها الدولي لهذا العام.

*كاتبة إماراتية