تُواصِل دولة الإمارات اهتمامها الدؤوب بتطوير قطاعها الزراعي، انطلاقًا من استراتيجية راسخة، تؤكدها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عندما أشار إلى أن «قطاع الزراعة قطاع مهمّ وحيوي، وهو من صميم أمننا الوطني بمفهومه الشامل، وركن أساسي ضمن استراتيجيتنا للأمن الغذائي».
وقد شمل الاهتمام بالزراعة مجالاتٍ مختلفةً عبر السعي لتطبيق أحدث وأفضل النُّظم والتكنولوجيات الزراعية، لتوفير أجود المنتَجات للمستهلكين، بدايةً من زراعة شجرة النخيل والاهتمام بها، والزراعة المائية، والبيوت المحميّة، وصولًا إلى زراعة القمح.
ومن بين أحدث المشاريع الزراعية الحيوية في دولة الإمارات، مشروعَا «سبع سنابل» و«المِدَينة» الرائدان في مجالي زراعة القمح، وتنمية الثروة الحيوانية، واللذان يُعدّان باكورة المشاريع الوطنية الساعية إلى تقليل فجوة استيراد الغذاء من الخارج وتعزيز الأمن الغذائي. وقد شهِد صاحبُ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبل أيام حصادَ المرحلة الأولى لمزرعة القمح «سبع سنابل» في منطقة مليحة بالشارقة، وقال سموه بهذه المناسبة إن القمح المنتَج في الشارقة من أجود الأنواع في العالَم، لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين، وخلوّه من أي موادَّ كيميائية أو أسمدة، وغيرها من الموادّ الضارة بصحة الإنسان، وأضاف سموه أنه بهذا الحصاد وفتراته المقبلة سنحصد بإذن الله 15200 طنّ من القمح، وهذه الكمية تمثّل استهلاك إمارة الشارقة في السنة الواحدة من منافذ البيع بالنسبة للقمح والدقيق المستوردَين.
وقد حقّق القمحُ المحصودُ من مشروع «سبع سنابل»، بتوفيق من الله، مستويات قياسية من حيث الجودة والسلامة الغذائية، حيث وصلت نسبة البروتين فيه إلى 18%، وهي نسبة عالية مقارنةً بالمستويات العالمية التي تتراوح بين 11% إلى 14%. وتسعى المزرعةُ إلى مواصلة التجارب للوصول إلى منتَج يضاهي أرقى أنواع القمح العالمية. وتبلغ المساحة المستهدَف زراعتها بالقمح نحو 1900 هكتار، ضمّت المرحلة الأولى منها مساحة 400 هكتار، ومن المرتقَب أن تزيد المساحة المزروعة في المرحلتين الثانية عام 2024، والثالثة عام 2025.
إن دولة الإمارات تمتلك إمكانات تؤهّلها للتغلّب على العديد من التحدّيات الزراعية، وعلى رأسها قلّة الأراضي الصالحة للزراعة ونُدرة المياه، وقد جاء مشروع زراعة القمح ليؤكد المساعي المبذولة في سبيل تطوير القطاع الزراعي الإماراتي، خصوصًا أن القمح أحد أهم المحاصيل الأساسية على مستوى العالَم، وأن مسألة التوسّع في زراعته أمرٌ حيوي، يصبّ في صميم مساعي تحقيق الأمن الغذائي الذي تنشُده الدولة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية