في خطوة جريئة غير متوقعة، ودون سابق إنذار، قام رئيس مجلس إدارة شركة تويتر، الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بتغيير شعار (لوجو) الشركة الذي اشتهرت به منذ تأسيسها بتاريخ 21 مارس 2006. وكان عدد موظفي الشركة أكثر من ثلاثة آلاف موظف قبل أن يتم تسريح نصفهم من قبل الرئيس الجديد الذي استحوذ على الشركة وأصبح يديرها بنفسه، وذلك على خلفية تراجع أرباحها العام الماضي. وكان عدد المستخدمين يومها 321 مليون مشترك ومتابع. 

وأخيراً وضع الرئيس الجديد لتويتر، بدلا من شعار الطائر الأزرق، صورةَ الكلب الأصفر (دوغ كوين)، الذي هو أصلا شعار العملة الرقمية المشفَّرة التي أسسها ماسك نفسه، وظهرت لأول مرة في 6 ديسمبر 2013. ويرمز «دوغ كوين»، إلى إحدى سلالات الكلاب المشهورة من نوع «شيبا أينو» النادرة. وقد يكون من شأن هذه الخطوة الجريئة والمفاجئة بالنسبة لمستخدمي تويتر أن تربك المشتركين والمتابعين لهذه المنصة الاجتماعية المهمة، والتي أصبحت منصة دولية مرموقة، قبل أن يشتريها ماسك بقيمة 44 مليار دولار في أبريل عام 2022. وربما يتسبب هذا التغيير المفاجئ للوجو الشركة في تعريضها لخسارة كبيرة، وقد تفقد ملايين المتابعين والمستخدمين الذين لم يأخذ ماسك رأيَهم في الحسبان قبل وضع الشعار الجديد محل الشعار القديم. وقد تعوّد هؤلاء طوال السنوات الماضية على الطائر الأزرق الجميل، وظلوا يتابعونه بشغف وتلهف، وأصبحت هناك علاقة نفسية بين الطائر وبين المغردين على المنصة ومتابعيهم. وكان يطلق على النشر في تويتر اسم التغريد، نسبة لصوت الطائر الأزرق، والآن لا ندري ماذا سيقال عمن ينشر ويكتب في تويتر بعد وضع صورة الكلب الأصفر على المنصة الأكثر انتشاراً!
كان الطائر الأزرق محبباً لدى الجميع، وقد أصبح ذا شهرة عالمية واسعة الانتشار والتأثير، وهناك فئة كبيرة جداً لا يستهان بها، ربما تستغرب هذا التغيير ولا ترغب في الشعار الجديد، وهناك مَن لا يحبّذون وضع صورة الكلب في أجهزتهم ومنازلهم ومكاتبهم وسياراتهم.. لاعتبارات ثقافية معروفة، وهذا ما لم يُؤخذ في الحسبان من قبل إيلون ماسك ومستشاريه، بل اتخذ قراره السريع والمفاجئ، غير مبالٍ برغبات المشتركين وخصوصياتهم الثقافية حيال هذه المنصة ذات المحتوى العالمي المهم، والتي أصبحت الأكثرَ شهرةً بين المنصات الاجتماعية كلها. وقد غرد ماسك في حسابه الخاص على المنصة نفسها، وقال إنه بالفعل قرر حذف شعار الطائر الأزرق واستبداله بشعار جديد للمنصة. ورد عليه كثيرون، ساخرين ومنتقدين لهذا التغيير المفاجئ. 

وعلى ما يبدو فإن ماسك يعتقد أنه بقراره الجديد يرفع قيمة عملته الرقمية المشفرة التي تحمل الشعار الجديد نفسَه، ويجعلها أكثرَ العملات الافتراضية أهمية. 

ويتساءل البعض: ما هذا التسرع في الإقدام على تغييرات مفاجئة من هذا النوع وصادمة للمشتركين والمتابعين والقراء؟ وهل تتسبب خطوة مثل هذه في إفقاد تويتر مصداقيتَه وأهميته وبريقه وصيته الواسع؟
بقراره الجديد، أراد إيلون ماسك، رئيس مجلس إدارة تويتر، أن يمسك الكلبَ وأن يتخلى عن الطائر الأزرق الجميل كي يطيرَ من قفصه من دون عودة، غير مبالٍ بعلاقة الألفة والمحبة التي تكونت على مدى سنوات بين الطائر الجميل وبين ملايين المستخدمين الذين تعودوا على الطائر وتغريده وليس الكلب ونباحه!

*كاتب سعودي