يُظهر علم بناء العادات الصحية باستمرار أنه كلما قمنا بالأمور بشكل أسهل زاد احتمال نجاحنا. لكن مازال هناك الكثير من الناس يتعاملون مع العلم الجديد باعتباره تحدياً للقدرة على التحمل، ويتخذون قرارات صعبة ومرهقة محكوم عليها بالفشل. فلماذا نجعل حياتنا صعبة للغاية بينما الأسهل، أيسر بوضوح؟ وترى ويندي وود، باحثة علم النفس بجامعة ساثرن كاليفورنيا ومؤلفة كتاب «العادات الجيدة والعادات السيئة» أننا «نعطي قيمة في مجتمعنا لفرض السيطرة على النفس وتحمل المسؤولية. ويكون لدينا أحياناً انطباع بأن الشيء الأسهل يجعلنا أقل سيطرة وأقل جاذبية على نحو ما». 
لكن الدراسات تُظهر أنه حين نعتمد فقط على قوة الإرادة والدافع لإجراء التغييرات، فإننا نميل إلى الفشل. وفي أحد المشاريع البحثية الجارية، تم منح الطلاب الذين كانوا يحاولون جميعاً تقليص وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي خيارين، تمثلت الطريقة السهلة في تطبيق أدى أساساً إلى تقليص إمكانية الدخول. والطريقة الأخرى، تمثلت في خيار المحاولة بشق الأنفس للتحكم في استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. واختار معظم الطلاب نموذج ضبط النفس وفشلوا. وتؤكد وود أن «الناس يحبون نهج التحفيز، ولا يحبون إضفاء الطابع الآلي على الأشياء لتسهيل بلوغ الهدف». لكنها قالت في هذه الدراسة «فرض السيطرة على النفس لم ينجح قط». 
ويعود الاعتقاد بأن أفضل طريقة لتحقيق النجاح من خلال الكفاح إلى قرون مضت. فقد قال سوفوكليس «لا شيء ينجح من دون مشقة»، وأكد بن فرانكلين هذا أيضاً بقوله «لا مكاسب من دون آلام». وأكدت جين فوندا على قيمة المعاناة في مقاطع الفيديو الخاصة بالتمارين الرياضية في الثمانينيات حين أطلقت صيحة «لا ألم لا مكسب». لكن علم تغيير السلوك يشير إلى العكس تماماً. فحين نقضي على أو نقلص تعسف الجهد، وهو ما يسميه العلماء «الصراع»، فمن الأرجح أن ننجح. ويأخذ الصراع عادة ثلاثة أشكال: الوقت والمسافة والجهد. فإذا كان هناك شيء ما يستغرق وقتاً طويلاً، وبعيداً عن منازلنا أو مكان عملنا ويتطلب الكثير من الطاقة، فلا يرجح أن نقوم به. وإذا كان هناك شيء سريع ومريح وسهل، فسنستمر في ممارسته. 
وأدركت صناعة المواد الغذائية هذا واستغلته للإضرار بنا. وهذا سبب النجاح الكبير الذي حققته شركات الوجبات السريعة التي توجد مطاعمها المريحة سهلة الوصول إليها في كل حي. لكن التسامي أيضاً بقوة الصراع قد يساعد المرء في تحقيق أهدافه. وخلال شهر يناير، سيقدم فريق محرري باب (Well+Being) استراتيجياتٍ جديدةً لتبسيط حياة الأشخاص، بما في ذلك طرق سهلة لتغيير عاداته الغذائية وممارسة الرياضة بشكل أكبر وتحسين العلاقات والعناية بصحته العقلية. وفيما يلي ثلاث نصائح لتحديد أهداف صحية أسهل. 
وحدات صغيرة من الوقت: كلما قل الوقت المطلوب للقيام بسلوك صحي كان ذلك أفضل. وبدلاً من التدريب لسباق الماراثون، ابدأ بالتدريب على سباق خمسة كيلومترات. وإذا أردت البدء في التوسع في الطهي في المنزل، أختر وجبات تستغرق 15 دقيقة فقط، مستخدماً الخضروات المعدة سلفاً وأدوات طهي سريعة مثل المقلاة الهوائية. وإذا أردت قراءة المزيد، حدد هدفاً للقراءة لمدة عشر دقائق فقط في الليلة. وإذا أردت تدشين عادة التأمل، فاختر تأملًا قصيراً مدته دقيقة أو دقيقتين وجربه بضعة أيام في الأسبوع. والتنظيم من الوسائل الأخرى للتخلص من الصراع. فإذا كانت الفوضى في المطبخ تمنعك من الطهي في المنزل، فقم بترتيب المطبخ. وخصص مكاناً في الخزانة لملابس الرياضة لجعل ارتداء ملابس الجري أو المشي أسهل. وهناك مكافأة إضافية في توفير الوقت وتبسيط يومك. فسيكون لديك المزيد من الوقت للاعتناء بعلاقاتك، مما يؤدي أيضاً إلى تحسين الوئام النفسي عموماً. ويرى تايلر ج. فاندرويل، أستاذ علم الأوبئة ومدير برنامج ازدهار الإنسان في جامعة هارفارد، أننا «نعاني بسبب الطريقة التي نملأ بها حياتنا بأمور كثيرة للغاية وعدم توافر الوقت. يريد الناس أن يشعروا بالتواصل والتقدير والحب. وهذا يحتاج لوقت». 
اختصر المسافة بينك وبين عادتك الصحية: وللتوقف عن الأكل من عربة الوجبات الخفيفة في المكتب، اصطحب معك وجبات خفيفة صحية، فالأرجح أن يتناول المرء الطعام القريب منه. وإذا كنت تدرس أو تشارك في صالة ألعاب رياضية، تأكد من أنها قريبة من منزلك أو مكتبك. فقد أظهرت إحدى الدراسات، أن العيش على بعد بضعة آلاف من الأقدام فحسب من صالة الألعاب الرياضية أحدث فارقاً كبيراً في الحضور. وإذا كانت صالة الألعاب الرياضية بعيدة، فقد يكون هدف التمرين الأفضل هو التخطيط للسير اليومي بالقرب من المكتب أو المنزل. أو وفر لنفسك دراجة تمارين رياضية أو معدات رياضية أخرى في المنزل. 
أحرص على تحقيق السهولة والمتعة: إذا كان هناك شيء يتطلب الكثير من الجهد وليس ممتعاً، فلن تستمر فيه على الأرجح. وهذا لا يعني أنه يجب عليك ألا تجرب الأمور الصعبة. بل ترى كاتي ميلكمان، الأستاذة في مدرسة وارتون ومؤلفة الكتاب الجديد «كيف نغير: علم الانتقال مما أنت عليه إلى ما تريد أن تكونه»، أن هذا يعني فحسب أنه يجب عليك التفكير في وسائل لجعل الهدف أكثر متعة. وإذا كنت ترغب في إجراء ماراثون، انضم إلى ناد للجري أو تدرب مع صديق. فإذا شغلت ملفاً صوتياً مفضلاً لديك أثناء ممارسة الرياضة، فمن المرجح أن تتشوق لوقت التمرين. فالسهولة تعني إبقاء الأشياء بسيطة أيضاً. وتُظهر أبحاث أن التخطيط لأهداف متعددة يصبح معقداً، ويقلص احتمال نجاحك. وترى ميلكمان أن «الناس يخطئون بعدم اهتمامهم إذا كان الهدف ممتعاً. فإذا كان فعل شيء ما باعثاً على الشقاء، فهذا سيجعلك تتركه».

تارا باركر بوب
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنسينج آند سيندكيشن»