أعلن «مرصد كوبرنيكوس الأوروبي» لمراقبة الأرض أن هذا الصيف كان الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم بفارق كبير، حيث أثرت موجات الحرارة الشديدة على أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. المرصد قال إن درجات الحرارة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس كانت أعلى بمقدار 0.66 درجة مئوية، مقارنة بالمتوسط بين عامي 1991 و2020. وكان الشهر الماضي، وهو شهر أغسطس، الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم.

وقالت سامانثا بيرجيس، نائبة مدير «خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ»: «الأدلة العلمية دامغة. سنستمر في رؤية المزيد من السجلات المناخية والمزيد من الأحداث المناخية المتطرفة الشديدة والمتكررة، التي تؤثر على المجتمع والنظم البيئية، حتى نتوقف عن انبعاث الغازات الدفيئة». أدت الانبعاثات البشرية من الغازات الدفيئة إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنحو 1.1 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة. وأدت الحرارة الشديدة والأمطار المفاجئة إلى مقتل عشرات الآلاف وخسائر بالمليارات في كل قارة.

ولا تزال الجهود المبذولة للحد من البصمة الكربونية للبشرية غير كافية لإبطاء وتيرة تغير المناخ، مع وصول الانبعاثات العالمية إلى مستوى قياسي في عام 2022. وقال «مرصد كوبرنيكوس» إن شهر أغسطس كان أكثر دفئاً بنحو 1.5 درجة مئوية عن المتوسط بين عامي 1850 و1900. وهذا يعني أن درجات الحرارة العالمية وصلت لفترة وجيزة إلى حد الاحتباس الحراري الذي اتفقت البلدان على استهدافه في نهاية القرن عندما وقعت على اتفاق باريس في عام 2015.

وهذا العام في طريقه لأن يكون واحداً من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث احتلت الأشهر الثمانية الأولى من العام ثاني أحر عام على الإطلاق، بفارق 0.01 درجة مئوية فقط عن عام 2016، وهو العام الأكثر سخونة حالياً على الإطلاق. وقد تفاقمت تلك الحرارة في الغلاف الجوي خلال فصل الصيف بسبب فترة طويلة من درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي والتي بدأت في أبريل.

تجاوز شهر أغسطس الأرقام القياسية لحرارة البحر لجميع الأشهر السابقة منذ بدء التسجيلات في السبعينيات، حيث زادت درجات الحرارة بواقع 0.55 درجة مئوية عن المتوسط التاريخي لهذا الشهر. وكانت درجات الحرارة الأكثر غرابة في شمال المحيط الأطلسي، حيث حطمت رقماً قياسياً جديداً بلغ 25.19 درجة مئوية في 31 أغسطس. وأفاد مرصد كوبرنيكوس أن الجليد البحري في القطب الجنوبي ظل عند مستوى قياسي منخفض وأقل بنسبة 12% من المتوسط التاريخي لهذا الشهر.

وكانت تركيزات الجليد البحري في القطب الشمالي أقل بنسبة 10% من المتوسط، ولكنها أعلى من الحد الأدنى التاريخي الذي تم التوصل إليه في أغسطس 2012.

لورا ميلان*

صحفية لدى بلومبيرج متخصصة في التغير المناخي.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»