تُعرف السياحة الجيولوجية بأنها نوع من السياحة في المناطق الطبيعية؛ يركز بوجه خاص على الجيولوجيا والمناظر الطبيعية. وتعزز هذه السياحة حفظ التنوع الجيولوجي، وفَهْم علوم الأرض عن طريق التقدير والتعلم؛ وذلك عن طريق الزيارات المستقلة للمعالم الجيولوجية، واستخدام المسارات الجيولوجية ونقاط الرؤية، وإجراء الجولات الموجهة والأنشطة الجيولوجية، ودعم مراكز هذه الشريحة من الزوار. وقد جذبت المواقع الجيولوجية البركانية مثل أيسلندا كثيراً من الزائرين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين.
وتُعَد دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل الوجهات السياحية على أكثر من صعيد؛ فهي وجهة جاذبة للاستثمارات في مجالات الصناعة والاقتصاد؛ ونجحت في تنويع عروضها السياحية؛ وقدمت عروضاً جديدة مثل السياحة الطبية. وتملك صناعة السياحة في دولة الإمارات سمات عدة مميزة تساعد على زيادة تدفق السياح المحليين والإقليميين والدوليين إليها، وتشمل استقرارها الأمني والسياسي والاقتصادي، وموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب؛ وكونها محوراً رئيسيّاً للطيران على مستوى العالم، وامتلاكها بنية تحتية سياحية ممتازة، وتقديمها خدمات عالية الجودة؛ كما تشمل تعدُّد أنواع الإقامة فيها لجميع الميزانيات والفئات الدَّخْلية، وتمتعها بمجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة لجميع الأعمار والأشخاص ذوي الاهتمامات المختلفة، وكذا التنوع الجيولوجي الفريد والغني، ولا سيَّما الصحاري والواحات والجبال والأودية والسهول الملحية والمناطق الساحلية والمانجروف، فضلاً عن التنوع البيولوجي، وتنوع الحياتين البرية والبحرية، ومستوى عالٍ من الاحترام للثقافات الأخرى؛ إذ يعيش فيها ما يزيد على 200 جنسية من خلفيات دينية وثقافية مختلفة.
ويمكن أن يحقق تطوير السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة فوائد كثيرة؛ منها زيادة العائدات الاقتصادية، وتوليد إيرادات إضافية لصناعة السياحة المحلية، وتعزيز التنمية الاقتصادية للمواقع الجيولوجية، وتحسين جوانب الحياة المختلفة للسكان الذين يعيشون قرب هذه المواقع، وتعزيز اكتساب المعرفة والتعليم، ورفع الوعي الجيولوجي، ومساندة الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الجيولوجي في الدولة، إلى جانب الاضطلاع بدور حيوي في تنويع منتجاتها السياحية.
ولخَّصت وزارة الطاقة والبنية التحتية دراستها لجيولوجيا دولة الإمارات بتعريف مواقعها الجيولوجية على النحو الآتي:
• جبال الأفيوليت (الصخور البركانية للقشرة المحيطية) في المنطقة الشرقية، التي يرجع عمرها إلى العصر الطباشيري العلوي.
• طبقات جيولوجية شاهقة في المنطقة الشمالية، مكونة من الحجر الجيري بعمر يمتد من منتصف العصر البرمي حتى العصر الطباشيري العلوي.
• طبقات من الحجر الجيري والترسبات المحيطية العميقة والصخور المتحولة في منطقتي دبا ومسافي.
• طبقات جيولوجية من العصر الطباشيري العلوي إلى العصر الباليوجيني على طول الحافة الغربية لجبال الحجر.
• ترسبات ساحلية بعرض يصل إلى 20 كيلومتراً بالقرب من ساحل الخليج العربي.
• ترسبات كثبان رملية، وترسبات أنهار، وترسبات بحرية في العصر الرباعي الجديد تقع تحت معظم إمارة أبوظبي.
• عدد كبير من الجزر البحرية في الخليج العربي مدعومة بقباب ملحية.
ولتعزيز السياحة الجيولوجية في دولة الإمارات العربية المتحدة يجب على الجهات المعنيَّة تحديد السمات الجيولوجية والجيومورفية التي تشكِّل جاذبية لهذا النوع من السياحة، وتوفير البنية التحتية المناسبة، وكذا الخدمات السياحية، وسهولة وصول الزوار الذين يخوضون تجارب السياحة الجيولوجية. وإضافةً إلى ذلك يجب توفير مَرافق إقامة مناسبة للزوار، مثل المنتجعات الجيولوجية، والملاذات الجيولوجية؛ على أن تكون هذه المرافق خضراء وصديقة للبيئة من أجل تقليل التأثيرات البيئية السلبية، وتحسين استدامة الوجهات السياحية الجيولوجية المستهدفة.
وتقدِّم التكنولوجيا الحديثة، وتطبيقات الإنترنت الجديدة، فرصة مهمة لإدارة السياحة، وتحسين مستوى العروض السياحية وجودتها. وتشمل أحدث اتجاهات استخدام التكنولوجيا في السياحة الذكية إنترنت الأشياء (IoT)، والهواتف المحمولة الذكية، والأجهزة القابلة للارتداء، وتكنولوجيا البلوكتشين، والذكاء الاصطناعي (AI)، وتعلم الآلة (ML).
*أستاذ مساعد في قسم علوم الأرض بكلية الآداب والعلوم، جامعة خليفة