في إطار مواصلة دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الحثيثة الرامية إلى تطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بواقع التعليم ومخرجاته وفق أعلى المقاييس الدولية، بدأ 25 ألف معلم على مستوى الدولة أضخم برنامج تدريبي تخصصي على مستوى الدولة، في معهد تدريب المعلمين بعجمان، الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، وتأتي هذه الخطوة المهمة لتعكس إيمان القيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن المعلم هو حجر الأساس في المنظومة التعليمية، ويقع على عاتقه العبء الأكبر في تنشئة أجيال واعية ومثقفة، قادرة على استكمال النهضة التنموية للدولة، لذا لا تألو قيادتنا ذات الرؤية السديدة جهداً في توفير الإمكانات كافة ورصد الميزانيات التي من شأنها الارتقاء بالتعليم، وقد وجهت الدولة كل سياساتها إلى تأسيس بنية تعليمية قوية وفق أفضل الأسس والمعايير القائمة على الابتكار والإبداع، من خلال تطوير المناهج الدراسية، وبناء المؤسسات التعليمية المزودة بأحدث التقنيات، وتوفير المنح الدراسية، وتوفير كادر من المعلمين مؤهل ومتدرب على أعلى مستوى، مع وضع المبادرات والخطط التي من شأنها الوصول بالمؤسسة التعليمية إلى الريادة العالمية. وتعد جهود الدولة في دعم وتطوير المنظومة التعليمية مطلباً أساسياً لمواكبة النهضة التنموية التي تشهدها الدولة على مختلف الصعد، وتماشياً مع محددات «رؤية الإمارات 2021»، و«مئوية 2071» التي يعد التعليم اللبنة الأساسية فيها، ونقطة الانطلاق نحو تحقيق ما تستهدفه تلك الرؤى الاستراتيجية الطموحة بسواعد أبنائها المؤهلين لدخول عالم المعرفة، وتمكينهم من لغة العصر وتحديات التكنولوجيا الحديثة، بما يتوافق مع تطلعات الدولة وطموحاتها. وتقوم وزارة التربية والتعليم بتنظيم دورات التدريب التخصصي لغرض تنمية وتطوير كفاءة المعلمين، وذلك بإعداد نظم تدريبية وأساليب مبتكرة مبنية على المناهج الحديثة، ويسعى البرنامج إلى إكساب المعلمين القدرة على مواجهة المشاكل التي تقابلهم وإيجاد الحلول المناسبة واكتساب مهارة العمل بأسلوب الفريق، وأن يكتسبوا أسلوب التفكير الإبداعي في طرق وأساليب ومهارات متعددة، حتى يكون أداء المعلمين في سوق العمل دليلاً عملياً على تجسيدهم مفهوم التناغم بين أهداف العملية التعليمية «المعرفة، المهارات، السلوك» والتدريب الذي تلقوه، وينفذ البرنامج التدريبي نواة تدريبية مكونة من 805 مدربين تم تأهليهم وتدريبهم ضمن برنامج إعداد المدربين، بالإضافة إلى 525 مدرباً تم اختيارهم من نخبة المتميزين الذين يمتلكون القدرات والكفايات اللازمة للتدريب من جميع التخصصات؛ بهدف تقديم حلول عملية واقعية لما يحتاجون إليه من أجل التواصل الثقافي والأداء الاحترافي في عملية التعليم. ويعد مدى تطور قطاع التعليم واحداً من أهم مؤشرات قياس تحضر وتقدم الدول، ولم نجد دولة علا شأنها وأحرزت تقدماً ملحوظاً إلا وقد سلحت شعوبها بالتعليم الحديث، ومع اتجاه العالم نحو مزيد من التقدم والاعتماد بشكل أساسي على التكنولوجيا الحديثة وتعزيز مفهوم الابتكار ودعم الإبداع، أولت دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها ذات الرؤية المستقبلية السديدة قطاع التعليم اهتماماً استثنائياً، وعكفت على تطوير منظومتها التعليمية، ولعل المعلم هو العنصر صاحب الأثر الأكبر في تلك المنظومة الحيوية، الذي يتلقى القدر الأكبر من الدعم، استناداً إلى قناعة راسخة أدركتها دولة الإمارات مبكراً بأن السبيل إلى مواكبة تقدم العالم هي بناء الإنسان المزود بالمهارات المطلوبة لعصرنا هذا والمتسلح بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا، القادر على المشاركة بفاعلية في تنفيذ الخطط والرؤى الوطنية واستكمال مسيرة التميز التي تتسارع خطى الدولة فيها لتعزيز تنافسيتها عالمياً والوصول إلى المكانة التي تستحقها على الصعد كافة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية