انتخابات التجديد النصفي عام 2018، ستكون عبارة عن منافسة وطنية قائمة على العداء المرير نحو الرئيس دونالد ترامب. وترامب بشخصه لن يكون موضع اقتراع، ولكن الذي سيكون كذلك هم «ممكنوه» من النواب والشيوخ. وسيؤدي هذا لجعل تلك الانتخابات أكثر صعوبة، بالنسبة لبعض الجمهوريين سواء من شاغلي الوظائف الرسمية أو متحديهم، لمجرد أن كلمة «جمهوري» مضافة بعد أسمائهم. وعلاوة على ذلك، قد تؤدي الشواغل المحلية، والقضايا الخاصة، إلى مفاقمة هذا الوضع. دعونا هنا بادئ ذي بدء، ننظر إلى عبئين، سيتعين على طائفة من الجمهوريين حملهما على عواتقهم. العبء الأول، هو ذلك المتمثل في فاتورة الضرائب، والذي يكتب عنه «ستو روثنبرج» في موقع «رول كول. كوم» قائلاً: «المقاعد التي كانت تبدو آمنة، قبل الآن، ستصنف في النهاية، على أنها معرضة للخطر» ويضيف: «ومعنى ذلك، أن بعض شاغلي الوظائف الحاليين من الجمهوريين، الذين حصلوا على تلك الوظائف بسهولة في الماضي، باتوا معرضين للخطر هذا العام، وأنا شخصياً سوف أركز بصري على دوائر ترامب الانتخابية، التي ذهبت لأوباما مرتين». واللافت للنظر في هذه الدوائر، هو عدد الممثلين في الولايات الزرقاء، التي يتم فيها تحصيل أعلى معدلات للضرائب، والتي قد يتأثر ناخبوها جراء مشروع قانون الضرائب. فولاية مينيسوتا، وهي واحدة منها، تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الولايات الأكثر دفعاً للضرائب، فيما تحتل ولاية إيوا المرتبة الرابعة، ونيوجيرسي المرتبة الخامسة، ونيويورك المرتبة الثامنة. والعديد من الناخبين في هذه الولايات، عانوا الكثير في نهاية العام المنصرم، كي يتمكنوا من معرفة الطريقة التي يمكنهم بها دفع الضرائب العقارية المستحقة عليهم. العبء الثاني، هو «قانون العمل المؤجل للقادمين في مرحلة الطفولة» (DACA)، وذلك في الحالة التي لا يكون المستفيدون فيها بهذا القانون محميين أو في الحالة التي يتغلب فيها دعاة إصلاح «داكا» على اعتراضات الجمهوريين. هناك العديد من الولايات التي يوجد بها جمهوريون معرضون بالفعل للخطر، وخصوصاً تلك التي توجد بها نسبة عالية من السكان الهيسبانيك. تتناقض هذه الحقيقة الواقعية مع ما كتبه ترامب في تغريدة له مؤخراً قال فيها: «الديمقراطيون لا يفعلون شيئاً لـ(داكا)، لأن كل ما يعنيهم هو السياسية. ونشطاء (داكا) والسكان الهيسبانيك، سينقلبون بشكل حاد ضد الديمقراطيين، ويبدؤون في حب الجمهوريين ورئيسهم، ونحن معنيون بالنتائج». هناك حزب واحد فقط متحد في دعمه لإصلاح قانون «داكا» هو الحزب الجمهوري. والأشخاص المطلعون على تقدم المحادثات التي تتم بهذا الشأن، أخبروني أن الجمهوريين «لا يحققون تقدماً من أي نوع»، وهو ما يمكن توقعه من هؤلاء الذين لا توجد لديهم أي فكرة، عما يريد ترامب عمله. وهناك مستشار مطلع في مجلس الشيوخ، يقول إن زعماء الجمهوريين ليسوا على وشك: «التوقيع على شيء لأنهم لا يعرفون ما إذا كان الرئيس سيوبخهم بشدة على تويتر لأنهم وافقوا على صفقة كبيرة». وهذه المسألة قد تؤثر على عدد كبير من المقاعد في دوائر عديدة، تقع في عدة ولايات، يمكن أن تذهب لصالح الديمقراطيين. فحتى لو صوتت كل دائرة من تلك الدوائر على إصلاح قانون (داكا)، فإن الناخبين يمكن جدا، إذا لم يتم تمرير هذا الإصلاح، أن يستنتجوا أن الحل يكمن في منح الديمقراطيين الأغلبية. وإذا ما أضفنا لهذا المزيج، محاولات الإدارة لترهيب الدوائر المحلية المسماة «مدن المحميات»، والزيادة في حالات الإبعاد لغير المجرمين، والإشارات المشؤومة عن جعل الوصول إلى مقار التصويت أصعب.. فسوف تتوافر لدينا مؤشرات كافية على أنه سيكون هناك رد فعل عنيف من جانب الهيسبانيك. علينا أن نتذكر أنه في نيفادا، وهي ولاية فازت فيها هيلاري كلينتون بمساعدة العمال المنظمين والهيسبانيك، يعتبر وضع السيناتور الجمهوري «دين هيلر» في الوقت الراهن معرضاً للخطر. وفي أريزونا فإن المقعد الخالي الناتج عن تقاعد السيناتور الجمهوري «جيف فليك» يمكن أن يتحول للديمقراطيين، على خلفية موضوع الهجرة أيضاً. وموضوع الهجرة المهم، يحمل في طياته أيضاً احتمال مواجهة السيناتور «تد كروز» (جمهوري- تكساس) تحدياً أشد عنفاً مما هو متوقع، خصوصاً وأنه مناوئ شرس لأي شيء تشتم منه رائحة «العفو» عن المهاجرين المخالفين. والديمقراطيون لدهيم مرشح مفضل يتمثل في النائب «بيتو أو رورك» الذي قد يمثل خياراً مفضلاً للعديد من الناخبين في دوائر كثيرة. وإلى حد كبير، فإنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان الديمقراطيون سيبلون بلاءً حسناً في تكساس أم لا، لكن، وبصراحة، دعونا نقول إنهم إذا ما كان لديهم حفنة من مقاعد مجلس النواب، التي يمكن لهم الفوز بها، وإذا ما التزموا بحملة تسجيل قوية للهيسبانيك، فإنه سيكون من قبيل السخافة ألا يقوموا بمحاولة في هذا الخصوص. جنيفر روبين* --------------------- *كاتبة أميركية ---------------------------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»