على أطراف مدينة سولت ليك، يوجد تجمع «صنكريست» السكني الذي تبين أنه مكان جيد لدراسة مدى المشاركة في الانتخابات. و«صنكريست» يبدو كما لو أنه تجمع واحد للمنازل الحديثة التي تضم أسرة واحدة، لكنه يتمدد بين مقاطعتين، هما سولت ليك ويوتاه. وفي عام 2016، استخدمت المقاطعتان نظامين مختلفين للتصويت. فقد تحولت مقاطعة سولت ليك إلى نظام التصويت بالبريد. أما مقاطعة يوتاه فمازال سكانها يصوتون بالطريقة القديمة أي الذهاب إلى مركز الاقتراع يوم التصويت. إنها تجربة طبيعية ونتائجها مثيرة. فقد ارتفعت درجة المشاركة في الانتخابات في الجزء الواقع في مقاطعة سولت ليك من تجمع «صنكريست» بفارق كبير عن الجزء الواقع في مقاطعة يوتاه. ودفع يسر التصويت من خلال البريد عدداً أكبر من الناس إلى المشاركة. والوقت الحالي مثير للفضول بشأن حقوق التصويت. ففي جانب، ينخرط بعض الجمهوريين في مسعى لسن قوانين تقمع مشاركة الجماعات ذات التوجه الديمقراطي، خاصة الأميركيين الأفارقة. لكن هذا الهجوم ساعد أيضاً في تغذية هجوم مضاد يقوده ديمقراطيون أكثر من الجمهوريين. ولا تزال الولايات المتحدة تعاني من تدني مستويات المشاركة في الانتخابات. وهذا من الأسباب التي تجعل سياسة الحكومة لا تعكس الرأي العام. وتوسع حق التصويت مهمٌ لإصلاح حياتنا السياسية. لذلك فإن تعميم التصويت بالبريد قد يكون له أكبر أثر على تعزيز عملية المشاركة، لكونه يزيل عراقيل، مثل الطوابير الطويلة في أماكن التصويت، ويتحاشى صعوبات لوجستية، مثل التصويت في يوم عمل. فالمشاركة في ولايتي كولورادو وأوريجون أعلى من المتوسط، لأنهما تعتمدان بشكل كامل على التصويت بالبريد. وهي ممارسة باتت في طريقها للانتشار، فكاليفورنيا تنتقل إلى تعميم عملية التصويت بالبريد الإلكتروني هذا العام. وهناك مناطق من أريزونا ومينيسوتا ونورث داكوتا وولايات أخرى تبنت العمل بالتصويت بالبريد أيضاً. وهناك 12 ولاية تبنت في الآونة الأخيرة عملية التسجيل الآلي للناخب، وولايات أخرى تبحث الأمر. والتسجيل الآلي، وهو معتاد في مناطق كثيرة من العالم، يسمح للمواطنين أن يتمتعوا بحق التصويت حين يجددون رخصة القيادة أو يقومون بأي تعامل آخر مع الحكومة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»