بعد يوم الأحد سينفرط عقد كأس العالم، وسيفرح حامل اللقب، وسيحزن الوصيف، ويفكر الخارجون مبكراً، والمصدومون بأسباب خروجهم، وبعضهم يتخذ إجراءات ضرورية وحاسمة، وبعضهم يشكل لجاناً لدراسة أسباب الخروج، وهذا البعض لن يصل إلى أية نتيجة أو علاج، لأنك إن أردت أن تقتل أي إبداع أو علاج فشكّل له لجنة. وبعضهم يرى في الخروج مجرد كبوة فيستمر على ما كان عليه وعرفه طوال سنوات طويلة، لأنه بكل بساطة أثبت نجاحه ونجاعته مثل التجارب الألمانية والإسبانية والبرتغالية والأوروجويانية، فهم لا يغيرون من نمط و«سيستم» كرة القدم عندهم، بل قد يغيرون أشخاصاً، وقد لا يغيرون، مثلما فعل الألمان، فعندهم ليس ضرورياً أن يكون لكل خسارة كبش محرقة، لأن هناك شيئاً في كرة القدم يدعى الخسارة، لذلك يتعاملون معها على أنها شيء وارد ومحتمل الحدوث. ومع انفراط عقد كأس العالم، سنعود للدوريات القوية في العالم، مثل الإسباني والإيطالي والألماني والإنجليزي، خاصة مع موجة الانتقالات المدوية، وأولها، انتقال رونالدو من الريال إلى اليوفي، وانتقال أعداد لا بأس بها من محبيه معه، لأنهم لم يكونوا أساساً من مشجعي الريال بس من عشاق الدون فقط. والأكيد أن للنجمين العربيين المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز ملايين المحبين، وأنا منهم، وشجعت ليفربول وليستر كرمى للاثنين «إن لم يتواجها مع تشيلسي»، وحتى وقت المواجهة لم أكن لأغضب إن فاز فريقهما على من أحب، لأنهما يستحقان كل الحب هما وكل مجتهد عربي يحاول النجاح، وترك بصمة لا تمحى، ولهذا أتوقع أن تعود بصمة الجزائري التي غابت الموسم الماضي، لأن فريقه ليستر حقق المعجزة مرة، ومن الصعب جداً أن تتحول المعجزة إلى عادة، لأن هناك منطقاً في كرة القدم التي لا تعترف بالمنطق مؤقتاً، ولكن ليس دائماً. محرز مع السيتي ونجوم السيتي وقوة السيتي المالية لن يكون محرز ليستر، رغم أنه برز فيه وكان أول عربي ينال جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، ولكن ليستر يبقى فريقاً صغيراً، مقارنة بعملاقٍ يدعى مان سيتي.