انفض سامر المونديال، وبدأ الحديث عن مستقبل أهم بطولة على سطح الكرة الأرضية، فبعد تجربة الكرة الذكية في مونديال 2014، أطلت تقنية «الفار» برأسها في مونديال روسيا 2018، وحققت نجاحاً فاق كل التوقعات، وساعدت الحكام على أن يكونوا أكثر عدلاً وإنصافاً. وعندما يقر إنفانتينو زيادة عدد منتخبات مونديال 2026 إلى 48 منتخباً، فإن ما أفرزه المونديال الروسي على الصعيد الفني يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا جراء ذلك القرار، فالمونديال لم يبدأ فعلياً، بكل إثارته وتشويقه، إلا بعد خروج الأسماك الصغيرة التي لم تستطع مقاومة «الهوامير»، وخرجت مبكراً لتخلي الساحة للقادرين على إمتاع جماهير الكرة في العالم والدفاع عن سمعة المونديال، بعيداً عن كل دعاوى التمثيل المشرف، وأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان. وبعيداً عن جلد الذات، فإن المنتخبات العربية والآسيوية والأفريقية كانت أبعد ما تكون عن المستوى الدولي، باستثناء المغرب من أفريقيا واليابان من آسيا، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التألق إقليمياً وقارياً، لا يؤدي بالضرورة إلى مقارعة الكبار في المحفل المونديالي. وبعيداً عن الأفكار التسويقية التي يؤمن بها إنفانتينو، والتي كانت وراء التفكير في إضافة 16 منتخباً على التركيبة الحالية للمونديال، لابد من الحرص على حماية المستوى الفني للمونديال، والانشغال بالأفكار التي من شأنها تعزيز مكانة البطولة فنياً، حتى لا تفقد رونقها وهيبتها تحت وطأة التسويق والملايين التي يمكن أن تدخل خزينة الفيفا نتيجة ذلك. وشخصياً أرى أن العدد المثالي لمنتخبات المونديال يجب ألا يزيد على 24 منتخباً، مثلما كان عليه الحال حتى مونديال 1994 بأميركا، فالمنتخبات التي انضمت لركب المونديال بعد ذلك لم يكن معظمها سوى «تكملة عدد»، وغـــادرت المشهد دون أن تترك بصمة واحدة. ويا مسيو إنفانتينو.. «كفاية حرام»، لأن المونديال يستحق أن نحميه من كل المغامرات غير المحسوبة، والحياة «مش كلها فلوس» ! *** لا بديل للكرة العربية عن تطبيق الاحتراف، بعيداً عن الانحراف، ووضع حد أقصى لرواتب اللاعبين بعيداً عن جنون الســــوق الكروي! *** فرنسا كسبت كأس العالم، وكرواتيا كسبت «قلوب العالم»، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه حتى لو خذلتها المباراة النهائية!