أعلم كم سيجر عليّ هذا العنوان من مشاكل، خاصة من عشاق النجم الكبير مارادونا، لكن هذا الجدل الدائم لا بد أن ينهيه أحد.. على الأقل بينه وبين نفسه.. تلك قناعتي التي تجاوزت كونها انطباعات، على الرغم من أنني لست من مشجعي برشلونة ولا ميسي. كلما أطلت علينا بطولة كأس العالم، عادت بورصة المقارنة بين النجمين لتشتعل، وليتحمل ميسي كل تبعات عدم فوز بلاده بالمونديال، ولو فاز به مع منتخب الأرجنتين، لضن عليه عشاق مارادونا بالأفضلية.. لن يتغير أحد من المعسكرين، وليس للأرقام لدى كل منهما معنى، فكل فريق يبحث عن رقم محدد.. هل كان بالإمكان أن نمضي دون أن نطرح هذا السؤال؟.. ربما.. لكن طالما أنه مطروح، فعلى أحد أن يجيب عنه، ولو لنفسه، وعن نفسي أرى عن قناعة أن ميسي هو الأفضل. تعادلت الأرجنتين مع بيرو في الجولة قبل الماضية، ودخلت معمعة الحسابات، قبل أن تلعب فجر أمس مع الإكوادور وتعبر بثلاثية تكفل بها ميسي وحده، رغم كل الضغوط، ورغم كل الإحباطات والحسابات، ورغم الحمل الثقيل الذي يعلقه العالم في رقبته كل مرة.. كأس العالم.. كل من يساندون مارادونا منطقهم «كأس العالم»، وأنصار ميسي منطقهم كل ما عدا المونديال. لست أدري.. هل نرى في الملعب الإنجازات أم الأداء.. هل في إمكان لاعب آخر أن يقدم ما قدمه ويقدمه ميسي.. هل لدى ميسي ذاته المزيد الذي بإمكاننا أن نقول إنه قصر لأنه لم ينجزه بعد؟.. ربما حتى لو فاز ميسي بكأس العالم، ما رضي عنه أنصار مارادونا. ماذا لو افترضنا أن ميسي لعب خمس سنوات إضافية قدم فيها هذا السحر الذي نراه ولم يفز بكأس العالم.. هل سيظل مارادونا هو الأفضل؟.. هل خطفت ألبابكم وعقولكم حركات مارادونا في الملعب، فميسي يأتي بمثلها في المباراة الواحدة مرات عدة.. أعتقد أن الأزمة في الكاريزما، فمارادونا له طعم ولون ورائحة.. هو كالأغنية الشعبية الصاخبة، لكن ميسي لاعب بارد.. قريب إلى الآلة أو إلى الفضائي الذي لا يشبه أهل الأرض. يجب ألا تكون كأس العالم هي المقياس الوحيد، ولو سلمنا بذلك، ربما لن يكون مارادونا هو الأفضل في العالم، فبيليه حصد الكأس ثلاث مرات، والبرازيلي رونالدو يسبق مارادونا بأهدافه الخمسة عشر التي سجلها في المونديال، وزاجالو حقق اللقب مرتين لاعباً ومرة مدرباً، وجاست فونتين أحرز 13 هدفاً في بطولة واحدة، وزين الدين زيدان سجل ثلاثة أهداف في بطولتين.. حتى الأرقام الحقيقية لن تنصف مارادونا.. فقط ينصفه أي شيء أمام ميسي.. تقيسون مارادونا أمام الجميع بالموهبة والمتعة، وتتجاهلون ذلك تماماً حين تكون المقارنة مع ميسي. كلمة أخيرة: غالباً حين نقارن.. نصر على أقوالنا، ظناً منا أن من ينتصر في سجال الكلام هو الأفضل