آيسلندا التي صعد منتخبها لكأس العالم قبل أيام لا يتجاوز عدد سكانها 320 ألف نسمة، ولكن ما لا يعرفه البعض أن عدد اللاعبين المحترفين في سجلات الاتحاد المحلي يبلغ 120 لاعباً فقط، وهي ربما ستواجه ألمانيا التي في سجلاتها ما يقارب السبعة ملايين لاعب، أو البرازيل التي يمارس فيها الكرة ما يقارب المليوني لاعب بشكل رسمي، علماً بأن عدد اللاعبين المسجلين للعبة في الإمارات وصل تقريباً لـ 7000 لاعب.. كرة القدم ليست كماً بل كيفاً! منتخب تشيلي هو أسوأ نموذج يمكن أن نعتبره في هذه التصفيات قبل 18 شهراً فقط كان يحتل المركز الثالث في التصنيف العام لـ«الفيفا»، واليوم خرج من الباب الضيق في التصفيات ولم يعد له وجود في المونديال المقبل.. المهارة لا تكفي أحياناً كي تكون الأفضل! أستغرب أن هناك فئة أو مجموعة أو متابعين كانوا يمنون النفس ألا يتأهل منتخب الأرجنتين مع ميسي إلى كأس العالم، لن أقول عنهم بأنهم حاقدين أو حاسدين أو مراهقين، فلا أعرف لماذا تحبون كرة القدم وتتابعونها بشغف إذا كان لاعب مثل ميسي لا يعجبكم.. كرة القدم لا تخلو من المرضى أحياناً شافاهم الله. منتخب مصر الذي تأهل للمونديال خصص اتحاد الكرة مبلغ 900 دولار كمكافأة فوز في المباريات المحلية، و1200 دولار للمباريات التي سيخوضها في التصفيات خارج أرضه، التحفيز بالمال لن يقودك للمونديال إذا كان طموحك يقف تحت قدميك! منتخب سوريا، من دون ملعب.. من دون اتحاد كرة حقيقي.. من دون مسابقات محلية.. من دون مكافآت.. من دون معسكرات.. ودون كل رفاهية الطاقم الفني.. ودون أن يلعب هذا المنتخب مباراة واحدة على أرضه وبين جماهيره، وصل إلى الملحق، وكاد أن يخنق أستراليا ويخرجها من الحسابات، كرة القدم فرصة لاكتشاف المعادن الحقيقية أحياناً! المنتخب العربي الوحيد الذي كنا نعتقد أنه سيتأهل لكأس العالم من دون تعب هو المنتخب الجزائري، فكيف لا يتأهل منتخب أغلب نجومه يلعبون بأندية متوسطة في أوروبا، وهذا بحد ذاته عامل حاسم للتأهل، ولكن يبدو أن الاحتراف في أوروبا له وجه آخر لا نعرفه! لا أعرف ما الفائدة التي اكتسبناها من إقحام منتخب أستراليا ضمن منتخبات القارة الآسيوية، لم نكسب منها لا مالياً ولا تنافسياً ولا حتى رفعت من المستوى الفني للعبة، من اتخذ هذا القرار هل كان في كامل قواه العقلية لحظتها، أنا أسأل فقط! كلمة أخيرة زلاتكو.. من عاطل عن العمل في الإمارات إلى هاري بوتر في كرواتيا.. «الكورة دوارة»!