رسم «الأبيض الشاب» ابتسامة جميلة على محيا الكرة الإماراتية، وفي قيرغيزستان نجح في حجز بطاقة التأهل إلى كأس آسيا للشباب، وبعد أجواء كئيبة للغاية عاشتها كرتنا والجماهير خلال الفترة الماضية، كنا بحاجة إلى ما يعيد إلينا شيئاً من الأمل، حتى لو كان بصيصاً لذا لن نستكثر على أنفسنا أن نبدي فرحتنا حتى لو كانت هذه الفرحة لتأهل منتخبنا ضمن أفضل 16 منتخباً شاباً في آسيا. قد يبدو الأمر غريباً أن نفرح لتأهلنا إلى النهائيات وهو شيء ليس بالجديد، ولكن قد يكون هذا الفرح مبرراً عطفاً على كل الأمور السلبية التي جعلتنا نفقد ثقتنا في أبسط الأشياء إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى، وليس ما حدث لمنتخبنا الأول في تصفيات كأس العالم 2018 عنا ببعيد، والصدمة التي كانت كبيرة للغاية، بحجم عشر سنوات قضيناها نحلم ونعمل، وفي ساعة الحقيقة تبخر الحلم وضاع الأمل. ولا ننسى خيبتنا لفقدان منتخب الناشئين فرصة المشاركة في تصفيات آسيا، وسلبية اتحاد الكرة وعدم قدرته على إدارة الملف بطريقة سليمة، وهو ما أضاع علينا مجهود سنوات في إعداد هذا المنتخب، والغريب أن يظهر رئيس الاتحاد لينفي ما كتب وقيل عن نية اتحاد الكرة للذهاب إلى محكمة «كاس» للتظلم، وأن الشكوى لم تكن للدفاع عن حقوق هذا المنتخب ولكن لتصحيح إجراء خاطئ ارتكبه الاتحاد الآسيوي حتى لا تتضرر منه منتخبات آسيوية أخرى في المستقبل، «لا تعليق». ولا ننسى أن هذا المنتخب تعرض للعديد من العثرات طوال فترة إعداده حيث لم يتم تطبيق البرنامج المعلن عنه بالطريقة المثلى، وخاض مباريات ودية مع فرق الرديف في بعض أنديتنا، كما لعب مع منتخبات أفريقية أقل منه بالفئة العمرية، وخسر في كل المباريات التي خاضها قبل التصفيات، ولكن جاءت المفاجأة السعيدة من قرغيزستان بظهور مميز للفريق، ومحصلة متكاملة، مستوى ونتائج وتأهلاً. التأهل إلى كأس آسيا للشباب ليس إنجازاً، فهو يحدث للمرة الـ14 كما أنها المرة السابعة على التوالي، ولكنها خطوة مهمة في مشوار طويل، والمطلوب الآن تسخير كل الإمكانيات لهذا الفريق وإعطاؤه حقه من الاهتمام وتوفير معسكرات إعدادية مثالية، من أجل هدف أسمى وهو ليس الفوز ببطولة، أو التأهل إلى نهائيات، بقدر ما هو الحفاظ على هذا الفريق كنسيج متجانس ومشروع جديد لفريق قوي يكون نواة المنتخب الأول في المستقبل.