مثل إشراقة الصباح الجميل، تطل الشارقة على الرباط عبر السرد، سرد الحكاية والرواية، وأيضاً الرؤيا لمستقبل جديد في عالم الثقافة والأدب.
تأتي هذه المدينة الرائعة والجميلة حاملة سناء الإمارات وروحها الساطعة على المدن العربية المختلفة، اليوم في المغرب العربي العزيز ومدينته الجميلة الرباط، وغداً في مكان آخر من الوطن العربي، تماماً كما كانت قبل ذلك في مدينة أخرى.
تأتي مدينة الثقافة والعلوم والفنون بناسها وأحبابها من المثقفين والأدباء والقادمين من مختلف المدن العربية، لتبدأ حكاية السرد هنا، وينطلق الحوار والتفكر في مستقبل السرد في الوطن العربي والتعرف على الأفكار الجديدة التي تخدم العمل الثقافي والإبداعي وعلى الخصوص في عالم الرواية، لقد كانت فكرة رائدة وعظيمة، ولا يحققها غير من هو عامر القلب بالحب والإيمان وبالأدوار الرائدة في خدمة أرضه ووطنه الكبير الذي يمتد من المحيط إلى الخليج العربي، إنه الزارع والباذر لتزهر الحقول، وهو الغارس أشجار الخير والطبيعة، والمؤمن أن الزارع لابد أن تثمر بذوره بالثمار الطيبة الآن أو غداً، إنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهو الواعي بأهمية دعم وإسناد الفعل والعمل الثقافي والمعرفي المثمر.
خلال أيام ملتقى الشارقة للسرد المنعقد في مدينة الرباط، مؤخراً، قدمت الكثير من البحوث والأوراق.. تناولت العديد من المسائل الهامة في الرواية، وطرحت أفكارا عديدة في مضامين السرد ومحاسنه ومثالبه، وكيفية النهوض بالعمل السردي والقصصي والروائي. أوراق مفيدة جداً وأبحاث متنوعة قاربت نماذج كثيرة لفن الرواية عند العديد من الأدباء والمثقفين العرب، شارك في هذه الحوارات والأوراق والتمحيص نقاد عرب من مختلف الدول العربية أفادوا وأثروا هذه الدورة، التي وصلت إلى الخامسة عشرة من عمرها، والتي بدأت في الشارقة واستمرت في تصاعد حتى قطعت كل هذه المدة الطويلة.
لا شك في أن هذه الإصدارات الكثيرة في الرواية المحلية والعربية تحتاج للمتابعة والنقد والتمحيص والتوجيه، ومن الضروري أن يشتغل عليها المهتمون بالنقد الأدبي لتنوير الطريق للأدباء الذين يعملون على الإنتاج الروائي في ظل هذا الكم من الأعمال، خاصة من الجدد المستعجلين على الدفع بكل شيء، سواء من وصل منهم إلى النضج أم لم يزل إلى دور النشر التي أصبحت تبحث عن الإصدار، سواء اكتملت التجربة أو ما تزال تحتاج مجهوداً أكبر.
فكرة ملتقى الشارقة للسرد رائعة وجميلة ومفيدة لكافة الأدباء للوقوف على رأي النقاد والمثقفين.