في أحد لقاءاته المتلفزة روى معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية عن إحدى زيارات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الراحل إلى البلاد، حاملاً رسالة من القيادة السعودية، وقد اجتمع به في المطار، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكيف أن أمير الدبلوماسية، رحمه الله، بدأ حديثه بالإشادة والإطناب بالمنجزات التي تحققت على أرض الإمارات وكيف تحولت إلى وجهة سياحية من الطراز الأول، وبالأخص من المملكة، بمن فيهم أفراد عائلته، فرد عليه الشيخ محمد بن زايد، كما يقول معاليه، وقد كان ضمن القلة التي حضرت الاجتماع، بأن «كل ما ترونه في الإمارات من إنجازات، فذلك لأن السعودية جارتنا». كلمات اختصرت نظرة قيادتنا الرشيدة لخصوصية العلاقة مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والتي تنطلق من متانة الوشائج، وقوة الروابط التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، والضاربة الجذور في التاريخ. وقد تبلورت في أكثر من مجال وميدان، وتعززت وترسخت بقيام مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، وتنمو وتزدهر بعمق لما فيه الخير للجانبين.
وعندما تعلن الإمارات وقوفها وتضامنها الكامل مع المملكة، وهي تتعرض لحملة ظالمة وشرسة، فإنما هو موقف مبدئي لشركاء الخندق الواحد، والذي برهن عن نفسه في مواقف جمة، ومنها عاصفة الحزم وإعادة الأمل، حيث امتزج الدم الإماراتي السعودي للتصدي للمخطط التوسعي الإيراني للنيل من منجزاتنا ومكتسباتنا، بزرع الميليشيات الحوثية الانقلابية الإرهابية في اليمن، وهي أدوات إيران لتنفيذ المخطط.
لقد كشفت الحملة التي نفثت سمومها منصات وأبواق الكذب والزيف التابعة لقطر، والممولة منها، عن حجم الغل والحقد الذي ينز من صدور الذين يحركون ويديرون حملة التشوية باستغلال قصة واقعة اختفاء صحفي، هو مواطن سعودي أولاً وأخيراً. كما كشفت الوقائع أن الموضوع أكبر من الواقعة، وإنما هو امتداد للمخطط الذي اجتهد كثيراً تنظيم الحمدين وشركاؤه من الجماعات الإرهابية، وبالأخص«الإخوان الإرهابية»، لتقويض أمن واستقرار ووحدة المملكة العربية السعودية، وهي تبحر بحكمة وعزم وحزم نحو آفاق غير مسبوقة من الإنجازات وتسابق الأيام على طريق رؤية 2030. وما الالتفاف الخليجي والعربي والإسلامي حول المملكة سوى اعتراف وتقدير لمكانتها الريادية والقيادية. حفظ الله المملكة من شرور وكيد الكائدين والمتآمرين، وستظل دوماً «فوق هامات السحاب»، ونحن «معاً أبداً».