الأكيد أن الكل يتمنى أن يقدم «الأبيض» الإماراتي أداءً جيداً في نهائيات أمم آسيا التي تنطلق بعد حوالي 76 يوماً، رغم أن كل المؤشرات لا توحي بذلك، ولكن الإعلام الرياضي، قرر أن يساند المنتخب بعيداً عن «النكش» بالسلبيات، لأن الوقت لم يعد يسمح أساساً بالتغيير، ولأن المنتخب عودنا على أن يكون كبيراً في المناسبات الكبيرة، رغم سلبية النتائج الودية الأخيرة.
والأكيد أن معالي رئيس الهيئة اللواء محمد خلفان الرميثي، لم يقل لا صراحة ولا مواربة ولا تلميحاً، خلال الاجتماع الأخير بالإعلاميين، لم يقل لا تنقدوا ولا تقتربوا من المنتخب، بل قال لا تركزوا على الأمور الصغيرة والجانبية والهامشية لا أكثر.
فالبطولة ليست مجرد منتخب يشارك فيها، البطولة تعني التنظيم والبنى التحتية واللجان الفنية والإعلامية والدعائية للإمارات، وحتى السياحية والأمنية والفعاليات المصاحبة للبطولة.. وروسيا لم تتوج بكأس العالم الأخيرة التي استضافتها على أرضها، ولم تكن أساساً مرشحة حتى لربع النهائي، وأكثر المتفائلين بها، توقع لها الخروج من الدور الثاني، ولكنها عكست كل التوقعات، حتى توقعات رئيسها بوتين، وقدمت كرة ممتازة، ولكن العالم كله قد لا يتذكر هذا المنتخب بقدر، ما سيتذكر كم كانت البطولة ناجحة، وكم كانت روسيا هي الرابح الأول والأكبر من التنظيم الذي مسح صورتها «المحفورة في الأذهان»، كدولة غالية وفيها فلتان أمني ومافيات، ولا يوجد فيها جذب سياحي، وحتى طقسها البارد الذي لم يكن كما سمعنا عنه أبداً.
كانت كأس العالم الأخيرة باعتراف كارهي روسيا قبل محبيها، هي الأفضل على مدار التاريخ منذ انطلاقة كؤوس العالم عام 1930 في أوروجواي، وربما تكون بطولة أميركا 1994 تضاهيها بالجمال، حسب تصريحات المخضرمين من الإعلاميين الذين عاصروا كؤوس العالم السابقة، وأنا واحد منهم، وإن كنت لست أكبرهم سناً.
وبطولات أميركا الجنوبية والوسطى كانت متعبة بسبب فروقات التوقيت والحرارة الشديدة، وبطولة آسيا كانت في دولتين، وفي جنوب أفريقيا كان الطقس بارداً جداً، وسط مخاوف أمنية من السرقة والعصابات، أما بطولات أوروبا فكانت جميلة في إيطاليا وفرنسا وسويسرا والسويد وإنجلترا وألمانيا ولكنها لا تضاهي ما حدث في روسيا، لأن الشعب كان أيضاً ودوداً، ولم أسمع عن حادثة أمنية واحدة كما كان متوقعاً.
لذلك فإن نهائي أمم آسيا لا يقف عند مشاركة «الأبيض» فيها فقط، بل يتعداه لما هو أكبر، ولن أقول أهم فكلاهما مهم، ولكن الأول أهم من الثاني.