لكي يهزم العين فريق النصر في الشوط الأول، من مواجهة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال آسيا، كان عليه أن يصبح بحجم الشمس، ليغطي على ما عداه من ضوء، حتى لو كان ضوء النيزك البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكان عليه أن ينشر في استاد هزاع بن زايد بنفسجه، ويغطي على ما أتى به النصر من عطر وحبر، ليكتب الصفحة الأولى من قصة التفوق.
كان على العين مدعوماً من «الأمة العيناوية» الرائعة، أن يقدم مباراة مثالية ونموذجية، ليتقدم خطوة نحو «المربع الذهبي»، وبالتأكيد لم نطلب منه مستحيلاً، فقط طلبنا منه أن يتمثل روح الأبطال التي لا يتهيب معها أي فريق من صعود الجبال.
وهذا ما حدث بالضبط، جاء العين إلى مواجهة النصر، من دون هدافه التوجولي لابا كودجو، لكنه وجد في جماعية الأداء، ما يستعيض معه على أي غياب، ووجد في المغربي سفيان رحيمي «الجناح الناري» الذي ينشر الفزع والحلم، كلما توغل بجسارته المعهودة في مناطق النصر، الحل للوصول لمرمى أوسبينا، مرة بهدف محتسب، ومرتين بهدفين ملغيين.
بالطبع لم يأت النصر إلى مباراة العين، يسأل منها نتيجة تبقيه على قيد الحياة، في انتظار جولة الإياب الحاسمة بالرياض، ويبرز في ذلك دفاعية مطلقة تشوش على صورة العين، وتخترق كل سيناريوهاته ونظمه التكتيكية، لقد جاء النصر مقاداً من الخبير والجوليادور والأسطورة رونالدو، لكي يحسم التأهل باستاد هزاع بن زايد، لكن العين باللحمة والإرادة والانضباط الجماعي، وحتى بالذكاء التكتيكي، نجح في اختراق منظومة لعب مدرب النصر كاسترو، وجعل من المباراة في توزع فتراتها، تبدو وكأنها عيناوية الهوية والهوى.
في أي مباراة كرة القدم، هناك فترات ضعف وقوة لأي فريق، والفريق الذي يجيد استثمار فترات قوته، بإنتاج الجمل الهجومية الهادفة، وبتحويل الفرص السانحة إلى أهداف، هو من يكسب المباراة، وفي هذا منطق يحقق العدالة النسبية، وقد كان العين في مباراة تقاسم خلالها مع النصر فترات القوة، ونسب الاستحواذ، وحتى عدد الهجمات المنظمة والخطيرة، هو الأكثر نجاعة في وضع الخواتيم، وسجل سفيان رحيمي هدف المباراة، وألغى «الفار» هدفين آخرين، لوجود حالتي تسلل على رحيمي وكاكو، أي أن العين كان أفضل بكثير من النصر في إنهاء الهجمة، وفي التحدث بلغة الواقعية والفعالية.
أنهى العين الشوط الأول من مواجهة قوية أمام النصر السعودي، بانتصار الأمل واليقين ومعاكسة الإحصائيات، الأمل في بلوغ الدور نصف النهائي، برغم شراسة وقوة مباراة العودة بالرياض، واليقين من أن البنفسج يمكنه أن ينشر أريجه وعبقه على مباراة الرياض، إذا ما سيطر على العواطف، وأغلق تماماً كل هامش الأخطاء المجانية، وأجاد تدبير فترات القوة والضعف التي ستكون عليها مباراة استاد الأول بارك الاثنين المقبل.
ظهر العين في استاد هزاع بن زايد بروح الأبطال، على أمل أن يواصل صعود الجبال، ليبلغ يوم الاثنين المقبل أولى قمم الجمال.