إلى أبوظبي حاضنة الإبداع، ورمز التفرد وخيمة الإبهار، يأتي السوبر السعودي ليطلق شرارة النسخة الحادية عشرة له، في أول سفر له لبلاد عربية، ومن حسن طالع هذه الإطلالة الجميلة لتجمع النجوم والأساطير، أن الأندية السعودية، بما أنجزته في الصيف المجنون من صفقات هزت عالم الانتدابات، باتت متابعة بشكل كبير من الإعلام العالمي أكثر منه من الإعلام الآسيوي أو الخليجي، وبالتالي، لن يمر السوبر السعودي بقممه الثلاث (مباراتا نصف النهائي، ومباراة النهائي)، من دون أن يجذب إليه الأضواء، وهو لحظة غير منفصلة عن زخم المواعيد المجنونة لكرة القدم العالمية.
ومع تشكل هذا السفر الكروي الجميل من أربع رافعات وقاطرات تاريخية للكرة السعودية، تكون النسخة الحالية بطبعتها الإماراتية، نسخة استثنائية بما تمهد له أولاً، وبما ستكون عليه ثانياً، وبما ستتركه من إرث ثالثاً.
يقف الهلال على قمة الترشيحات فارساً مُتخيَّلاً لهذه النسخة، بما يملك من إمكانات خارقة، تجعل منه الفريق الذي لا تنقطع له شهية، ولا يتوقف له نبض، ولا تفتر له عزيمة، لاحتضان مزيد من الألقاب، وقبل أن يحسم «الزعيم» لقب الدوري، وهو يتربع بالأداء وختم الإبداع، وفيض الأهداف صدارة الترتيب، فإنه وهو يُسْكن في زاوية بعيدة حلم القبض على التاج الآسيوي، لن يتردد لحظة واحدة في القبض على اللقب السوبر متى تهيأت له الفرصة، احتكاماً لما يملك بين صفوفه من نجوم سعوديين وعالميين، العنكبوت المغربي ياسين بونو حامياً للعرين، أسد التيرانجا كوليبالي قيصر الدفاع، مالكوم المهاجم المرعب، والسفاح ميتروفيتش فيما لو اكتملت جاهزيته، والزئبقي سالم الدوسري، والمرعب صالح الشهري.
وإن وقف الهلال شامخاً كالجبال، قال النصر لمن حوله أنا العالمي الذي لا يقهر، إن أبصر طريق المجد تحمل المشقة وصبر، ولعل هذا السوبر يكون انعطافة قوية في مسار فريق يحمله على الأكتاف الأسطورة كريستيانو رونالدو، الذي لا ينكسر له عزم ولا تلين له إرادة، وإلى جانبه الجناح الطائر ساديو ماني، والحارس أوسبينا والنجم السعودي عبد الرحمن غريب والإسباني إيمريك لابورت.
أما ثالث الفرسان فهو الاتحاد «العميد» الذي يبحث عن المولد السعيد للقب جديد تتزين به خزانته، وهو في ذلك مُقاد من كوكبة من النجوم والأساطير، من بنزيمة إلى حمد الله، مروراً بالمعيوف وجوتا، وانتهاء برومارينهو.
وسيكون رابع أضلاع هذا المربع السحري للسوبر البلوري، نادي الوحدة، الذي يستطيع في لحظة أن ينسلخ من هموم الدوري وتكالب الحظ العاثر، ليضيء شمعة يهتدي بها في الدروب المعتمة، لعله يبصر قبساً من الحلم الجميل.
من هذه الثريات يتشكل إذاً عرس الألوان في السوبر السعودي بأبوظبي، فيا مرحباً بالعيد عندنا.