فخرٌ هائلٌ يظلل أرض الإمارات وهي تذهبُ بكامل عزّها لتكون وطناً ناصعاً للتسامح والمحبة والإبداع. ومن معرض الشارقة الدولي للكتاب حيثُ عقد مجلس الوزراء جلسته الاستثنائية بين آلاف الكتب والعناوين، ووسط حضور المئات من طلاب المدارس والجامعات وزوار المعرض، تترسخ رؤية البناء المعرفي وتكوين الإنسان على هذه الأرض مرتكزاً على جذر الكلمة، والنهل من ينبوعها الفياض. ولأن هذه الرؤية واضحة وضوح الشمس، نستطيع أن نرى في مراياها المستقبلية الأجيال الجديدة من أبناء الإمارات وقد كبروا وهم يرتفعون في سمائها بأجنحة الضوء الذي يتجاوز في مداه حدود الزمان والمكان. ولأن مبادئ القراءة صارت ركيزة، ومنهج عمل دائمٍ ودؤوب، فإن الطريق إلى المستقبل أصبح أكثر اتساعاً، وأصبح الانفتاح على ثقافات الشعوب ضماناً لنا للوقوف بفخرٍ وعزّة بين الأمم، بهويةٍ أصيلة قوامها المحبة واحترام الآخر ومصافحته كي تتعزز قيم الصداقة لغدٍ أبهى وأجمل للجميع. كوكبٌ آخر عملاق يبزغ من تربة الإمارات ويبث ضوءه على الجهات الأربع. إنه متحف اللوفر أبوظبي الذي تتعدد دلالاته الثقافية والإنسانية، وتتشعب رسائله الفنية في إعلان عالمي واضح بأن الإمارات تقدّر وتثمن وتحتفي بمنجز الحضارات الإنسانية، وترسّخ جل إمكانياتها كي يعلو صوت الضمير الثقافي للأمم أعلى من هسهسات الظلام وطنطنات دعاته ومريديه. وكي تظل لغة الفنون المنهل الدائم لأرواحنا التوّاقة للجمال. واللغة التي نعبر بها عن فهمنا لهذا الوجود الكبير والمتعدد في أسئلته وتجلياته ومتغيراته الدائمة. الداخل إلى هذا المتحف البهيّ بموجوداته، يعبرُ في ممر الحضارات والأزمنة من غير أن يلمس انحيازاً لثقافة دون غيرها. وكما الغربُ برؤاه الفلسفية والعلمية يقدم نفسه وتاريخه هنا، فإن الشرق حاضرٌ بحكمته القديمة أيضاً ويوازيه. وكما الماضي يطلُّ بوجوه منحوتاته الآثارية ولُقى بقاياه منذ بداية نهوض الحضارات الأولى، فإن الحاضر والمستقبل يتجاوران معه في تكامل مبدعٍ وفريد. وفي انحيازٍها لضوء الثقافة والفنون، ترى الإمارات أن هذه القيم الإنسانية للشعوب، هي المفتاح وحجر الأساس لبناء جسور النور. ولا سبيل لنا إلا الاتكاء على القيم الإنسانية العالية، لأنها المعين الوحيد لقراءة متغيرات التاريخ وتجاوز عثراته السابقة والتأسيس لمفهوم حضاري جديد. شكراً للإمارات على هذا الزرع في الضوء، وعلى هذه الصروح التي تشعُّ بالحب، وتبث الأمل في العقول والأفئدة.