ننتظر إكمال عقد الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية لكرة القدم التي تنطلق في فبراير المقبل، وذلك بعد أن توج أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه، بعدما تغلب على بيروزي الإيراني 2-1، ويتبقى التتويج بلقب اتحادين قاريين، هما أميركا الجنوبية «كأس ليبرتادوريس»، وكونكاكاف «أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي».
يشارك الأهلي المصري في البطولة، بأمل تكرار إنجازه في بطولة 2006، حيث حصل على المركز الثالث، بعد إنترناسيونال البرازيلي وبرشلونة الإسباني، ويحلم جمهور الأهلي بنتيجة أفضل، خاصة أن الرجاء المغربي سبق له الفوز بالمركز الثاني عام 2013، في مواجهة بايرن ميونيخ، كما فاز العين بالمركز الثاني في مواجهة ريال مدريد الإسباني، ومتفوقاً على ريفر بليت. 
هل يستطيع الأهلي إثبات ذاته في بطولة دولية يشارك بها الكبار؟ 
شخصية الفرق الحقيقية تظهر في التحديات الكبيرة، ولا أجد في مباريات الدوري المصري تحدياً لشخصية الأهلي، إلا في مباراة القمة مع الزمالك الغريم التقليدي بالتاريخ والشعبية، وقد تكون المواجهة مع بيراميدز الآن تحدياً مماثلاً، لما يضمه الفريق من لاعبين يتميزون بالمهارات الفردية العالية، ويلعبون من دون ضغوط جماهيرية، أما بقية المباريات التي يخوضها الأهلي في الدوري المصري، فلا تمثل تحدياً حقيقياً للفريق. 
لكن اللعب مع الكبار، يجب أن يتسم بالذكاء، والقدرة على مفاجأة الفرق القوية، كما حدث على سبيل المثال في مباراة منتخب مصر مع هولندا في كأس العالم 1990، وفي مباراتي البرازيل وإيطاليا بكأس القارات عام 2009، وهي ثلاث من أفضل مباريات المنتخب المصري في تاريخه. 
والواقع أن الأهلي والزمالك تحديداً لهما في كتاب التاريخ مع الفرق الأجنبية الكبيرة بعض الإنجازات، ومنها الفوز على بنفيكا البرتغالي، بطل أوروبا عام 1962 في مباراة رائعة انتهت بنتيجة 3 -2 للأهلي، وكذلك فوز الزمالك على ويستهام الإنجليزي بطل كأس إنجلترا 5 -1 وهي النتيجة التي حظيت بتعليقات وردود فعل كبيرة في الصحف الإنجليزية الصادرة في الأول من ديسمبر، وكلاهما- الأهلي والزمالك - لهما انتصارات أخرى أمام الفرق الأجنبية، لكنها في منافسات ومناسبات ودية وليست رسمية. 
في منافسات كبرى مثل كأس العالم، حققت منتخبات عربية نتائج جيدة، ومنها تونس والمغرب والجزائر والسعودية، فماذا ينقص الكرة العربية، كي تكرر مثل تلك النتائج والعروض القوية، فلا تصبح مجرد مفاجآت أو طفرات في ملاعب اللعبة؟ 
أطالب بقليل من التقدم، وبقليل من المستويات الأفضل، في المباريات والبطولات الكبرى التي تمثل تحدياً حقيقياً للقوة، فلم يعد كافياً القول إن كرتنا كبيرة وعظيمة وقوية وصاحبة تاريخ!