نودع شهر رمضان المبارك، الضيف الكريم الذي رحل عنا بعد أن تسارعت أيامه ولياليه بنفحاتها الروحانية وتجلياتها الإيمانية، فيا حظ من أحسن وفادته وحرص على أداء طاعاته.
وقد احتفت الإمارات- كعادتها دائماً - أيما احتفاء بالضيف الكريم بتنفيذ جملة من المبادرات والفعاليات التي تحمل كل صور بهاء الاحتفاء اللائق بأعز شهور العام وأكرمها.
وفي مقدمة ذلك الاحتفاء بإعداد وتجهيز بيوت الله لاستقبال روادها وتكثيف دروس الوعظ والإرشاد فيها بمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، إلى جانب المسابقات الدولية لحفظ كتاب الله وغيرها من الفعاليات والطاعات.
وشهد الشهر الكريم إطلاق قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لمبادرة «إرث زايد الإنساني» بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم. والتي جاء إطلاقها تزامناً مع «يوم زايد للعمل الإنساني» وفي ذكرى رحيل المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. سيراً على نهجه واستلهاماً لقيمه في دعم كل ما ينفع الناس ويخفف معاناتهم ويغير حياتهم إلى الأفضل.
وخلال ليالي الشهر الكريم كانت الأنظار تتجه إلى جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي بما يوفره من أجواء روحانية تسودها السكينة والطمأنينة، وجعلته محط إقبال جموع المصلين والزوار الذين كانوا يتدفقون عليه بصورة غير مسبوقة.
وقد سجل الجامع ليلة 27 رمضان رقماً يعد الأعلى في تاريخه لأعداد المصلين، حيث استقبل في تلك الليلة الـمباركة 70 ألفاً و680 مصلياً، بينما بلغ إجمالي المفطرين على مائدته 33.500، حيث فاضت بهم قاعات الجامع وأروقته وساحاته الخارجية، في صورة زاهية بهية على ما أنعم الله به على إماراتنا الحبيبة ووفرت من تجهيزات وتسهيلات لاستقبال هذه الجموع الهائلة من المصلين على تنوع ثقافاتهم وأعراقهم.
كما استقبل جامع الشيخ خليفة الكبير بمدينة العين في تلك الليلة المباركة 28 ألفاً و850 مصلياً. صور زاهية ومبادرات ساطعة عدة في مختلف إمارات ومدن الدولة عبرت عن روح التراحم والمحبة وعمل الخير في «بلد زايد الخير» وجهود كبيرة ومتميزة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وإدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير ورجال الشرطة والمرور والشباب من المتطوعين والمتطوعات، فشكراً للجميع و«اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا» وكل عام والجميع بخير.